جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، أمس الخميس بالرباط، التأكيد على موقف المغرب الذي يعتبر أن القدسالشرقية يجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على جميع الأصعدة وأنه في غياب ذلك، لن يكون هناك سلم ولن يستتب الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال الطيب الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة قبيل انعقاد مجلس الحكومة، أن الوفد المغربي الذي شارك في القمة العربية الأخيرة بسرت (ليبيا) برئاسة الأمير مولاي رشيد "أكد على دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس، عبر ضرورة تنسيق الموقف العربي الخاص بالقدسالشرقية، أمام التحديات الإسرائيلية الرامية لعزلها عن الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية ككل". كما أشاد الفاسي الفهري بجهود الإدارة الأمريكية التي تقوم حاليا بربط اتصال مباشر مع الحكومة الاسرائيلية، مضيفا أن العالم العربي يشجع الجهود الأمريكية والتطور الحاصل في موقف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أو الرباعية الدولية بصفة عامة. من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن الوفد المغربي المشارك في القمة أكد على أهمية تفعيل خطاب جلالة الملك أثناء القمة العربية الأخيرة بالكويت وكذا البيان الذي صدر عن الديوان الملكي آنذاك حول ضرورة جمع الشمل ووضع حد للخلافات العربية العربية وتوجيه الاهتمام للتحديات التنموية. وفي سياق متصل أبرز وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري في لقاء صحافي عقب انعقاد مجلس الحكومة أمس ، أن الفاسي الفهري أكد أن القمة العربية الأخيرة انعقدت في ظل ظرفية إقليمية ودولية خاصة أمام إصرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مخططها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي وقت واصلت فيه الإدارة الأمريكية محاولات استئناف التفاوض بطريقة غير مباشرة وبروز مواقف دولية لباقي الأطراف المكونة للجنة الرباعية الدولية رافضة للممارسات الإسرائيلية الاستفزازية وغير المشروعة. وفي هذا الصدد، ذكّر الوزير بأن الملك محمد السادس أكد بكل قوة في خطابه الموجه لهذه القمة رفضه القاطع لمخطط التهويد والاستيطان والعزل والضم والحصار العدواني في الضفة الغربية وقطاع غزة عامة والقدس بصفة خاصة، مجددا دعمه الكامل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، متصلة وقابلة للاستمرار وعاصمتها القدس الشريف. كما ذكّر بالموقف المغربي الراسخ الذي عبر عنه الملك محمد السادس، الداعم لخيار السلام والداعي إلى التحرك المتواصل والفعال وفق مبادرة السلام العربية باعتبارها حلا واقعيا ومسؤولا لإنهاء احتلال كافة الأراضي العربية. وبعد استعراض مجموع القرارات الصادرة عن هذه القمة التي انعقدت تحت شعار "قمة دعم صمود القدس" تناول بتفصيل خطة العمل المعتمدة من أجل القدس بجوانبها السياسية والقانونية والمالية والإعلامية مشيرا إلى أن هذه الخطة ارتكزت، في جوهرها، على التصور الشمولي الذي طرحه الوفد المغربي، القائم على ضرورة التعاون والتنسيق والتكامل بين المجموعتين العربية والإسلامية وخاصة مع لجنة القدس على المستويين السياسي والميداني. وهذا ما يعكس التقدير الخاص، يضيف الوزير، للجهود الحثيثة والمبادرات البناءة التي يقوم بها الملك محمد السادس منذ أزيد من عشر سنوات من أجل القدس.