شنت، أخيرا، السلطات المحلية والأمنية بمدينة سيدي بنور، حملة استهدفت العربات المجرورة والمدفوعة، التي تجوب ليل نهار، أحياء وشوارع المدينة، في خرق صارخ للقانون المنظم لحركات السير والجولان. علمت "المغربية" أن 70 عربة مجرورة بالبغال والحمير، و4 عربات مدفوعة باليد، أودعتها عناصر شرطة المرور لدى مفوضية سيدي بنور، التي كانت مؤازرة في تدخلاتها الأمنية بأعوان السلطة المحلية، (أودعتها) في مستودع الحجز البلدي. وخلفت الحملة، التي لم تجد معها نفعا، تدخلات فعاليات سياسية وجمعوية وحقوقية "براغماتية"، (خلفت) انطباعا حسنا، لدى السكان والمتتبعين للشأن العام المحلي. وكان لقاء موسع، جرت أشغاله أخيرا ببلدية سيدي بنور، (كان) جمع رئيس المجلس الجماعي، وباشا المدينة، وقائد المقاطعة الحضرية، ورئيس مفوضية الشرطة، تدارسوا خلاله الوضع المقلق، الذي باتت تتسبب فيه يوميا 1400 عربة مجرورة بالدواب، ومدفوعة باليد، بتراب الجماعة الحضرية لسيدي بنور، التي تسببت أخيرا في 4 حوادث سير، أصيب إثرها زهاء 30 ضحية، بإصابات متفاوتة الخطورة، ناهيك عن إلحاق أضرار مادية بالممتلكات العمومية والخاصة. وعرفت بالمناسبة سيدي بنور، مطلع شتنبر الجاري، تسجيل حادثة سير مروعة، كادت تكون عواقبها كارثية، إثر اصطدام عربة مجرورة، بسيارة خفيفة من نوع "بوجو 205"، في شارع الأمير سيدي محمد، ما أسفر عن إصابة 11 راكبا، كانوا جميعا مكدسين في "الكروسة"، ما استدعى نقلهم في حالة حرجة، إلى المستشفى المحلي. وجاب العشرات من أصحاب العربات، الخميس الماضي، أهم شوارع سيدي بنور، قبل أن يتجمهروا أمام مقر البلدية، للاحتجاج على ما اعتبروه حيفا، طال "حقا" من حقوقهم المكتسبة، الذي كان خوله لهم بعض المسؤولين السابقين، منهم منتخبون، وقائمون على تدبير الشأن العام، ما كرس لسياسة الأمر الواقع، ولواقع خطير، شابته الفوضى، وخرق القانون، وتحدي واستفزاز السلطات المحلية والأمنية بسيدي بنور، حسب الارتسامات التي استقتها "المغربية". وانضاف إلى حشود المتظاهرين الغاضبين، الفقراء والمحتاجون الذين جرى إقصاؤهم من الاستفادة من المعونات الغذائية، المخصصة بمناسبة شهر الصيام. ورفعوا اللافتات، ورددوا شعارات التنديد، وهددوا بوضع حد لحياتهم.