أقامت الطريقة العلوية الصوفية، مساء يوم الجمعة المنصرم، كعادتها في كل سنة، حفلا دينيا كبيرا بضريح الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر، بمدينة زرهون، التابعة لتراب جهة مكناس تافيلالت. واستمر الحفل البهيج، الذي شارك فيه أزيد من 500 منتسب ومريد، إلى ساعات متاخرة من مساء أول أمس السبت، امتزج فيه المديح والسماع وقراءة القرآن، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات ربانية. وبهذا الاحتفال، تشارك الطريقة العلوية الصوفية الشرفاء الأدارسة في موسمهم السنوي الخاص بمولاي إدريس الأكبر، إذ يعتبر الاحتفال اختتاما للموسم السنوي لهذا الولي الصالح. وتسعى الطريقة العلوية الصوفية من خلال إقامة هذا الحفل، الذي دأبت على تنظيمه منذ سنوات، إلى إبراز الدور الذي لعبه مولاي إدريس الأول في تثبيت الشريعة المحمدية في ربوع المملكة، وتكريس القيم الروحية. وتحرص الطريقة العلوية الصوفية على إحياء شعائر دينية من خلال مناسبات كعيد المولد النبوي الشريف، والإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، ورأس السنة الهجرية، إلى جانب احتفال خاص بالولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش. وقال المهدي ياسين، من مريدي الطريقة العلوية الصوفية، في تصريح لوكالة المغرب العربي لأنباء، إن الطريقة ترمي من خلال هذه الاحتفلات والملتقيات إلى غرس المحبة في قلب المريد، وإذكاء روح العمل والعبادة لدى الفرد، ومواكبته للتطور والمساهمة في تنمية محيطه، ومسايرة الطرق الأخرى في الدعوة إلى هذا المنهج الروحي النقي، الذي يدعو إلى السلم والسلام. تأسست الطريقة الصوفية العلوية عام 1909، على يد الشيخ الحاج أحمد مصطفى العلاوي، وسندها متصل خلفا عن سلف، برسول الله صلى الله عليه وسلم. و شيخها الحالي هو الحاج خالد بن تونس، ويمثلها بالمملكة سعيد محمد ياسين، ولها عدة زوايا يسهر على تسييرها "مقدمين"، ومنها زاوية مكناس، حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر والفكر. وللإشارة فإن مدينة زرهون، مدينة جبلية، وتسمى أيضا مدينة مولاي إدريس زرهون، نسبة إلى مؤسس الدولة الإدريسية، المولى إدريس الأكبر، هي من أولى المدن العربية في منطقة شمال إفريقيا الأمازيغية، إذ اتخذها المولى إدريس الأكبر، مؤسس دولة الأدارسة عاصمة لدولته بعد سنة 788 ميلادية، لتمثل بذلك هذه المدينة الصغيرة بحجمها، والكبيرة بتاريخها، عاصمة لأول دولة إسلامية بالمغرب، مستقلة عن المشرق.