منعت مصالح الأمن مجموعة من الأشخاص، ظهر أول أمس الأحد، من مغادرة محطة القطار المحمدية، نحو غابة الكيلومتر 33 بضواحي مدينة بنسليمان، كانوا يعتزمون تنظيم نزهة، وتناول وجبة غداء رمزية في شهر رمضان. أعضاء وفاعلون في حركة وحاصرت قوات الأمن، من مختلف المصالح، بهو وجنبات محطة القطار، للحيلولة دون تسرب ناشطين في حركة تطلق على نفسها "مالي"، الحروف الأولى لاسم الحركة باللغة الفرنسية "الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية". واعتبرت زينب الغزوي، من المبادرات والمبادرين لتأسيس هذه الحركة، أن "الجمعية تهدف إلى دعم الحريات الفردية والدفاع عنها، دون خرق القانون"، مشيرة إلى أن "الحريات الفردية جزء لا يتجزأ، بما في ذلك حق الإفطار في شهر رمضان". واستغربت الغزوي ما وصفته ب"الإنزال الأمني المكثف بمحطة القطار، منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، لمنع نزهة لناشطين حقوقيين، يدافعون عن فئة من المجتمع، المفطرين، الذين يواجهون مشكلة في شهر رمضان". وأوضحت أن النزهة، التي كان من المقرر تنظيمها، أول أمس الأحد، في غابة بضواحي بنسليمان، تعتبر "نشاطا رمزيا، كان سيحضره صائمون ومفطرون، للتضامن مع أشخاص لا يصومون في شهر رمضان، والتعبير عن حقهم في الإفطار، دون خرق القانون"، مشيرة إلى أن "احترام مشاعر الصائمين شأن خاص، ولا يجب أن يفرضها القانون". وأضافت أن "الحركة، من خلال هذه النزهة الرمزية، تحتج، أيضا، على الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي، الذي يجرم الإفطار"، معتبرة أن "الصيام والإفطار مسألة شخصية". وأضافت الغزوي أن هذا النشاط الرمزي، أيضا، من أجل الاحتجاج على الاعتداءات، التي يكيلها المواطنون للأشخاص الذين يفطرون في شهر رمضان، رغم أن المفطر يكون، أحيانا، مرخصا له طبيا، مستشهدة بحالة في فاس، أطلق فيها رجال الأمن سراح المعتدين، رغم إصابتهم لرجل مصاب بداء السكري، "لم يقترف جرما سوى أنه شرب الماء في شهر الصيام"، متسائلة "كيف يتساهل رجال الأمن مع معتدين، نصبوا أنفسهم حراس أمن؟". واستنكرت الغزوي ما اعتبرته "منع رجال الأمن، بمختلف تلاوينهم، لنشاط رمزي، يهدف إلى التعبير عن حق المفطرين في الوجود"، مشيرة إلى أن "لهذه الفئة الحق في التعبير عن وجودها، دون خرق للقانون، لأن الإفطار يكون إما نتيجة دوافع صحية، أو عقائدية، ويدخل في إطار الحريات الفردية". وتساءلت الغزوي "لماذا يجرم فاطر رمضان، ويتساهل مع رافض أداء الزكاة، رغم أن أركان الدين الإسلامي خمسة؟". وأوضحت أن رجال الأمن منعوها، حين وصولها إلى محطة القطار المحمدية، حين كان نشطاء من الحركة في انتظارها، من مغادرة المحطة، الأمر نفسه بالنسبة لرفيقتها، ابتسام لشكر، التي اتهمها رجل أمن، حسب الغزوي، ب"الكفر"، و"أجبروا الجميع على العودة من حيث أتوا". وأشارت إلى أن رجال أمن، من إدارة التراب الوطني، رافقوهم عبر القطار من المحمدية إلى مدينة الدارالبيضاء، وأن بعض رجال الأمن استفزوا ناشطا في الحركة، و"احتجزوه في الكوميسارية بالمحمدية، قبل إطلاق سراحه، لأنهم وجدوا في حقيبة الظهر، بعد تفتيشه، قطعتي ساندويتش"، مضيفة أن "صحافيا رافقهم لتغطية الحدث، اعترضت سبيله دورية أمن بشارع محمد الخامس في الدارالبيضاء، بعد عودتهم من المحمدية، واحتجز في سيارة الشرطة، وتعرض للسب والشتم والإهانة". وينتظم نشطاء هذه الحركة في مجموعة على الإنترنيت ب"فايس بوك"، تضم حوالي 666 عضوا. يذكر أن القانون المغربي يجرم الإفطار جهرا في شهر رمضان، وينص على أن " كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وغرامة من 12 إلى 120 درهما".