قال عبد الكريم الصبار، مدير المركز الاجتماعي تيط مليل إن عدد المتسولين ارتفع بشكل واسع، خلال رمضان، بحيث بلغ عدد الذين ضبطوا بشوارع الدارالبيضاء، خلال العشر أيام أولى أكثر من 500 متسول ومتشرد، أغلبيتهم من النساء والأطفال، قدِموا إلى المدينة من جهة دكالة.تدخلات وحدات المساعدة الاجتماعية ظرفية وغير كافية للحد من ظاهرة التسول (إيس بريس) أوضح مدير المركز الاجتماعي تيط مليل، في تصريح ل "المغربية"، أن المتسولين "هاجموا المدينة في هذا الشهر، وقهرونا، خاصة أن أغلبيتهم من النساء والأطفال القادمين من جهة دكالة"، مشيرا إلى أن كل رجل متسول يصحب معه أربعة، أو خمس نساء، وثلاثة أو أربعة أطفال، معظمهم مصابون بأمراض جلدية، من منطقة سيدي بنور والعونات وبني هلال. وتحمل النساء أطفالا رضع على ظهورهن أو على صدورهن، وتُستعمل هذه الوسيلة لإخفاء المحصول اليومي من الجولات اليومية لممتهنات التسول. وتتراوح المبالغ المالية التي يمكن أن يكتسبنها بين 2000 و2500 درهم في اليوم الواحد، حسب الصبار، وتعتمد المتسولات في مزاولة نشاطهن على استعمال الهاتف المحمول، إذ يجرين اتصالات بينهن في نقل المعلومات حول أماكن توزيع الزكاة. وقال إن "المتسولين يتصلون في ما بينهم بالهاتف لمعرفة المناطق التي توزع في أموال الزكاة"، مشيرا إلى أنه بمجرد أن تتوصل المتسولة بالزكاة تنادي رفيقتها في الحرفة بالتنقل بسرعة إلى مكان وجودها، لتحصل على نصيبها من الزكاة. كما ذكر أنه جرى ضبط متسولة وبحوزتها 24 ألف درهم تحملها مع طفلها في ظهرها، ما يبين أن مزاولة النشاط، حسب الصبار، يدر أربحا مغرية. تسول وأناقة وقال الصبار إن من بين المتسولين من لا يجري توجيهه إلى المركز، خاصة الذين لا تضبط بحوزتهم مبالغ مالية، والذين لهم مظهر نظيف، والعدد الذي رصدته إحصائيات المركز أكثر من الذي يوجد بشوارع المدينة. وبلغ عدد المتسولين والمتشردين الذين ضبطوا بشوارع الدارالبيضاء وأحيلوا على المركز الاجتماعي تيط مليل 256 شخصا، حسب إحصائيات المركز الاجتماعي تيط مليل، خلال عشرة أيام الأولى من شهر رمضان، الذي اعتبره عدد من المواطنين أنه مناسبة تفتح الأبواب لظاهرة التسول على مصراعيه. وأفادت الإحصائيات نفسها توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن عدد المتسولين الذين جرى ضبطهم، منذ بداية رمضان، يرتفع تدريجيا، إذ بلغ عدد المتسولين والمتشردين 8 خلال اليوم الأول، و9 في اليوم الثالث من الشهر نفسه، ليقفز إلى 27 في اليوم الرابع، و39 في اليوم السابع و44 في اليوم العاشر، و68 في اليوم الحادي عشر من رمضان، ليصل العدد إلى 256 متسولا ومتشردا. وتوضح الإحصائيات أن عدد المتسولين 58 شخصا، يفوق عدد المتسولات 37، فيما يصل عدد الأطفال إلى 12، ويتجاوز عدد المتشردين الذي بلغ 126 عدد المتسولين، فيما سجلت 21 حالة تشرد بين الأطفال بالدارالبيضاء. وأفادت تصريحات عدد من المواطنين أن ظاهرة التسول استفحلت ببعض الأماكن بالعاصمة الاقتصادية، خاصة أمام المساجد والقيساريات والمراكز التجارية الكبرى، وقرب أسواق المواد الاستهلاكية. ورصدت "المغربية" حالات التسول في سوق الغرب التابع لعمالة درب السلطان الفداء، حيث يجلس عدد من المتسولين بشكل متفرق إلى جانب الفراشة، ويحددون في توسلهم المبلغ المالي، الذي يريدون الحصول عليه، أو نوع "الصدقة" التي يريدون الظفر بها. كيلو سمك..ع الله في الفضاء الخاص بالجزارة، والدواجن، والسمك، بسوق الغرب (الجميعة)، يطلب المتسولون من الزبناء التصدق عليهم بربع كيلوغرام من اللحم، أو كيلوغرام من السمك، أو بمبلغ مالي لشرائه، بحجة أنهم لم "يذوقوا طعم اللحم في وجباتهم، خلال رمضان". ويحتج عدد من المواطنين ضد وجود هذا الكم المرتفع من المتسولين الذين يضايقونهم، خاصة أن من بينهم من يلح على حصول المساعدة، ولايترك لهم الحرية في انتقاء البضاعة التي يحتاجونها. وأكد جزار بسوق الغرب أن ارتفاع عدد المتسولين يبدأ بحلول شهر رمضان، وتشمل الظاهرة نساء ورجالا وأطفالا، يبدأون مزاولة نشاطهم من العاشرة صباحا إلى الرابعة بعد الظهر، وتشتد ذروة التسول بين الثانية عشر والثانية بعد الظهر، ويؤدي تزيدهم إلى حدوث نزاعات بينهم، خاصة أن من بينهم من يريد احتكار بعض المواقع الاستراتيجة. ومن بين متسولي سوق الغرب عناصر معروفة، يضيف الجزار نفسه، تفد على المكان في كل المناسبات، باعتبارهم موسميين، تستغل مناسبة رمضان وبعض الأعياد للرفع من دخلها اليومي، إضافة إلى بعض المهاجرين الأفارقة، الذين بحكم احتكاكهم اليومي بالمغاربة تعلموا لغلة التسول ب"الدارجة" ويوجهون دعوة لمساعدتهم على مغادرة المدينة في اتجاه طنجة. وأوضح بائع للتوابل بالسوق نفسه أن اللصوص يتربصون بالزبناء، ويستغلون فرصة بحثهم عن قطع نقدية لتقديمها للمتسولين، ليسرقوا محافظهم، وتستدعي الظاهرة تدخل الجهات المختصة لمحاربتها، لأنها ترتفع وتيرتها مع اقتراب عيد الفطر.