عقد المغرب والرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، أول أمس الثلاثاء، في استوكهولم، مشاورات سياسية، خصصت للتحضير للاستحقاقات المقبلة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وشكلت هذه الصيغة من التشاور، الذي شرع فيه بين المغرب والاتحاد الأوروبي بعد اعتماد الوضع المتقدم في أكتوبر 2008، مناسبة لاستعراض وضعية الشراكة المغربية- الأوروبية، وكذا القضايا الإقليمية والدولية، كما مكنت من الاتفاق على برمجة سلسلة من اللقاءات على المستوى الأوروبي والإقليمي ومتعدد الأطراف. وضم الوفد المغربي، الذي ترأسه يوسف العمراني، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، كلا من زهور العلوي، سفيرة جلالة الملك بالسويد، ونبيل ادغوغي، مدير الشؤون الأوروبية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون. أما الوفد السويدي، الذي ترأسه فرانك بيلفراج، كاتب الدولة في الشؤون الخارجية، فضم، على الخصوص، وبير ريدبيرغ، السفير المدير العام لشمال إفريقيا - الشرق الأوسط، وميكائيل أوديفال، سفير السويد بالرباط. وبهذه المناسبة أعرب الوفد السويدي، على الخصوص، عن ارتياحه للتطور الإيجابي جدا الذي تعرفه الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الوضع المتقدم، الذي أضحى يميز هذه الشراكة، يشهد على التزام الاتحاد الأوروبي بمواكبة المغرب في ديناميته للانفتاح والتحديث. وتقرر من جهة أخرى، أن تنعقد الدورة الثامنة لمجلس الشراكة المغرب- الاتحاد الأوروبي في دجنبر المقبل ببروكسل. وسيمكن هذا الاجتماع، الذي سينعقد تحت الرئاسة المشتركة لوزيري الشؤون الخارجية للمغرب والسويد، الطيب الفاسي الفهري وكارل بيلد، على الخصوص، من تقديم حصيلة تفعيل الوضع المتقدم الذي دخل حيز التنفيذ. كما مكن اجتماع اليوم باستوكهولم، من الاتفاق على برمجة لقاء بين الطيب الفاسي الفهري والترويكا الوزارية بالاتحاد الأوروبي، بنيويورك في شتنبر المقبل، عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيمكن هذا الاجتماع، الذي يعد الأول من نوعه، الطرفين من التشاور حول القضايا الشاملة ذات الاهتمام المشترك والاتفاق حول الأعمال التي يمكن أن ينهضا بها سوية داخل منظومة الأممالمتحدة. من جهة أخرى، اجتمع يوسف العمراني مع كاتب الدولة السويدي بوزارة الاندماج والمساواة بين الجنسين، كريستر هاليربي، الذي تطرق معه لموضوع تنظيم المؤتمر الوزاري الأورو-متوسطي بمراكش في نونبر 2009، حول دور المرأة في المجتمع. كما تناولت المشاورات المغربية- السويدية مواضيع أخرى ذات الاهتمام المشترك، وعلى الخصوص، قضية الهجرة، وتلك المتعلقة بالتغيرات المناخية في أفق انعقاد قمة كوبنهاغن في دجنبر 2009. وفي الختام، وبالموازاة مع مباحثاته مع السلطات الحكومية السويدية، أجرى الوفد المغربي أيضا لقاء مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان السويدي، غوران لينماركر، الذي يرأس كذلك الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا.