أكد الكاتب العام للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، عبد الرحيم الهومي، أنه جرى، منذ بداية السنة وإلى غاية 10 غشت الجاري، تسجيل 314 حريقا غابويا على الصعيد الوطني، أتت على مساحة ألف و974 هكتارا. حرائق الغابات في المغرب تبقى ذات تأثير وأوضح الهومي، في حديث أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن توزيع هذه الحرائق حسب الغطاء النباتي يبين أن 140 حريقا لحق 581 هكتارا من المساحات المغروسة بالأشجار، في حين أتى 50 حريقا على 478 هكتارا من التشكيلة الثانوية، ودمر 32 حريقا 600 هكتار من نبات الحلفاء، في الوقت الذي عرفت فيه الطبقة العشبية 91 حريقا امتد على مساحة 316 هكتارا. أما في ما يخص التوزيع الجغرافي للحرائق، أوضح الهومي أن منطقة الريف تعتبر الأكثر تضررا ب 107 حريق أتت على 522 هكتارا، تليها المنطقة الشرقية ب 49 حريقا (645 هكتارا) والشمال الشرقي ب 40 حريقا (157 هكتارا). وأشار إلى أن هذه الحرائق همت أيضا جهة الرباط- سلا- زمور- زعير (30 حريقا أتت على 156 هكتارا)، والأطلس المتوسط (25 على 117 هكتارا)، والشمال الغربي (23 على 92 هكتارا)، والوسط (14 على 29 هكتارا) وفاس- بولمان (10 على 229 هكتارا) والجنوب الغربي (8 على7 هكتارات) والأطلس الكبير (4 على هكتارين) وتادلة- أزيلال (4 على 18 هكتارا). واعتبر الهومي أن حرائق الغابات في المغرب تبقى ذات تأثير "نسبي"، مقارنة مع باقي البلدان المتوسطية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مصالح الغابات في الجزائر أحصت، خلال الفترة ما بين فاتح يونيو و31 يوليوز الماضي، 1477 حريقا أتت على مساحة إجمالية تبلغ17 ألفا و100 هكتار، في حين فقدت البرتغال ربع مساحتها الغابوية. وأوضح أن أسباب الحرائق تكون إما طبيعية ناجمة بالأساس عن الظروف المناخية، أو بشرية تتعلق بإهمال المخيمين أو المشتغلين في الغابات. وأضاف الكاتب العام للمندوبية أن الفترة الممتدة ما بين غشت وبداية شتنبر، تعتبر "فترة حرجة"، تعرف ارتفاعا في عدد حرائق الغابات مقارنة مع باقي فصول السنة، موضحا أن هناك عدة عوامل وراء هذا الارتفاع من قبيل رطوبة الهواء، والرياح (الشرقي) وغياب التساقطات المطرية وقابلية النباتات للاحتراق. وذكر في هذا الإطار بأنه جرى، منذ يونيو الماضي، إحداث نظام وقاية "مهم جدا" يتمثل في تعزيز التجهيزات الغابوية، وتهيئة وصيانة مصبات النار، وتنظيف بعض الشرائط الغابوية لتسهيل محاربة الحرائق، وإقامة مسالك مضادة للحريق "تقوم بدور مهم في الحد من الحرائق"، وشبكة لنقاط المياه. ويقوم هذا النظام أيضا، يضيف الهومي، على التوعية من خلال بعض الوصلات التحسيسية على أمواج الإذاعة والتلفزة، ووضع إعلانات على الطرق وفي الأسواق ومختلف الأماكن العمومية، مشيرا إلى أنه جرى عقد شراكة بين المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتعلق بإسهام خطب الجمعة في عملية التحسيس. وقال إن المراقبة تعتبر أيضا محورا مهما في نظام الحماية، مسجلا في هذا الإطار ارتفاع عدد حراس الغابات المتنقلين والمستقرين في نقاط الرصد، الذين انتقل عددهم من 450 في السنة الماضية إلى 900 خلال السنة الجارية. وأضاف الهومي أن نظام الوقاية يتضمن أيضا "خريطة مخاطر دينامية"، تمكن من تحديد مناطق الخطر وإطلاق الإنذار المبكر والتدخل في أسرع وقت ممكن. وأوضح أن هذه الخريطة تعتبر بمثابة نظام معلوماتي يتضمن معطيات تتعلق بالمناخ وتاريخ الحرائق وطبوغرافيا الغابات. ومن شأن هذا النظام "المتطور الذي يعد نموذجيا في إفريقيا" تقديم وضعية الغابات ومخاطر الحرائق في ثلاث جهات رئيسية (الريف والشمال الشرقي والشمال الغربي) مرتين في اليوم، موضحا أنه سيجري تعميم هذه التجربة على باقي الجهات. وتطرق الهومي أيضا إلى المخطط المديري لمحاربة حرائق الغابات، الذي يروم إشراك جميع المتدخلين في هذا الميدان (القوات المسلحة الملكية والقوات الجوية الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والسلطات المحلية) من خلال تحديد اختصاصات كل شريك بوضوح، من مرحلة إطلاق الإنذار إلى مرحلة السيطرة على الحريق. وأشاد في هذا الصدد ب "التنسيق التام" القائم بين مختلف المتدخلين، داعيا المواطنين إلى الالتزام بسلوك يتسم بحرص أكبر لحماية الغابة من الحرائق والاتصال بالرقم الأخضر 080000880 من أجل أي إنذار أو طلب معلومات. وخلص الهومي إلى أن حماية "هذا الرصيد الوطني" تعد مسؤولية الجميع. (وم ع).