تعيش الفنانة الفطرية بنحيلة الركراكية أوضاعا صحية صعبة، إذ ظلت في غرفة الإنعاش لمدة 15 يوما بالمستشفى العمومي في مدينة الصويرة، بسبب أزمة ربو حادة أصابتها. وذكرت الفنانة بنحيلة الركراكية، التي تأثرت كثيرا باتصالنا بها، أنها تعيش وضعا ماديا وصحيا صعبين، وأن بطاقة الفنان، التي منحت لها أخيرا، هي وثلاثة فنانين من مدينة الصويرة، لم تستفد من مزاياها بعد، خاصة أنها تحتاج لقنينة الأكسيجين، التي تكلفها مبلغ 1000 درهم في أربعة أيام. وأضافت الركراكية، التي كانت تتحدث بصعوبة كبيرة، أثناء حديثها مع "المغربية"، "أنا أحتاج للمساعدة، ولمدخول قار يمكنني من العيش والتطبيب إن مرضت، خاصة أنني لم أمارس أي مهنة أخرى غير الفن، الذي لم يكن يدر علي الدخل الكبير. لدي أبناء يساعدونني قدر الإمكان، ولهم ظروفهم الخاصة، التي تحول بينهم وبين مدي بالمال الكافي لعلاجي المكلف جدا". وأشارت الركراكية إلى أنها دخلت المستشفى بشهادة الاحتياج، وأنه ما زال في ذمتها مبلغ يجب أن تسدده للمستشفى. وقالت إن "المخرج كمال كمال، والفنانة نفيسة الدكالي، يقومان بالجهود والاتصالات الضرورية لتفعيل بطاقة الفنان، التي استفدت منها، حتى أستفيد من التغطية الصحية". وأوضحت الركراكية، التي تقيم حاليا بمنزل قديم في الصويرة، بعيدا عن المنزل، الذي شيدته بضواحي المدينة، بمنطقة لحرارثة بفضل مداخيل المعارض التي قامت بها خارج المغرب، خشية أن تشتد عليها الأزمة، لأنها تعاني مشاكل صحية كثيرة، إضافة إلى الربو. ولم تلجأ الفنانة الركراكية إلى الصحافة، ولا إلى أي كان لتوجيه صرخة الاستغاثة، إذ أنها تفاجأت باتصال "المغربية" بها، التي أخبرها بعض محبي الفنانة بوضعها، وقالت "أنا كانحشم، وهذا قضاء الله وقدره". يشار إلى أن الفنانة بنحيلة الركراكية، ازدادت بمدينة الصويرة عام 1940، وهي من الفنانات الفطريات، اللواتي ساهمت الكاتبة والباحثة الاجتماعية فاطمة المرنيسي في التعريف بهن داخل وخارج المغرب. وولجت بنحيلة عالم التشكيل بالصدفة، ولها قصة طريفة معه تحكيها بأريحية وصدق نادرين، إذ قالت "دخلت عالم الفن عن طريق الحب، فأنا كنت أحب شابا يسكن في البيت المقابل لبيتنا، وكنت أرمقه فقط من الشباك، لأنه لم تكن لدينا الحرية الكافية، كما هي لشابات اليوم. وفي أحد الأيام غاب ذلك الشاب، ولم يعد له أي أثر، فصرت أشاهد صورته في كل مكان، في الحائط، في الأرض، في النوافذ، ولم أحس بنفسي إلا وأنا أرسم وجهه. تعرضت لمضايقات كثيرة بسبب ذلك من طرف الأسرة، لكنني واصلت الرسم، لأنه كان متنفسي الوحيد، رغم المضايقات، التي تعرضت لها حتى من طرف زوجي، الذي لم يكن يقبل أن تعرض زوجته لوحاتها، وأن تسافر إلى الخارج لهذا الغرض. لكنني الآن توقفت عن الرسم، فمنذ سنة لم ألمس الفرشاة بسبب أوضاعي الصحية".