بطاقة الفنان لم تسعف التشكيلية بنحيلة الركراكية بالصويرة "" دخلت المستشفى بشهادة الاحتياج وخرجت بدين لوزارة الصحة ما يفوق سبعة ألاف درهما شهريا هو ثمن الهواء الذي تتنفسه الفنانة التشكيلية بنحيلة الركراكية، عبر قارورة الأوكسجين بواسطة أنبوبين يخترقان أنفها يزودانها بنفس الحياة نتيجة نوبة ربو مزمنة أدخلتها غرفة العناية الطبية المركزة بالمستشفى الإقليمي محمد بن عبد الله بشهادة الاحتياج، وخرجت منه بدين يتقل عاتقها لفائدة وزارة الصحة، بعدما لم تسعفها بطاقة الفنان للاستفادة من التغطية الصحية الصادرة عن وزارة الثقافة بدعوى أن مميزاتها لم تفعل بعد، وكأن الرسالة الشهيرة التي وجهتها الكاتبة والصحفية وفاء الحمري للوزير السابق للثقافة محمد الأشعري بخصوص إحداث وتوزيع بطاقة الفنان بقبة البرلمان كانت صائبة حين قالت:" باسم كل فنان أصيل نشجب هذه البطاقات لإصابتها باسهالات واختلاطات متنتنة". ولعل الزيارة التفقدية التي قامت بها عدة شخصيات مسؤولة بمدينة الصويرة ليلة أول يوم من شهر رمضان للفنانة الركراكية[ 59 سنة ] بعد شيوع خبر وضعا الصحي الحرج، أبانت لهم أن السيدة تحتضر في صمت ورفعة من قلة الحاجة بدون أي مدخول شهري أرملة بدون أبناء قابعة بين جدران مسكنها الجد المتواضع الواقع بين الدروب الملتوية لأسوار المدينة العتيقة الرطبة تقطن بين شبر من الإسمنت المتفحم بالطحالب والرطوبة الشديدة، كما أن ضيق المكان الذي لم يتسع لأعضاء المجلس ومندوب الصحة وباشا المدينة... زاد وضعها اختناقا إلى درجة أنها استنفذت كل ما تبقى لها من أنفاس لتتعرف على الوجوه وترحب بهم بعد وهن وعناء نبست أن جاراتها هن من يقمن بها، ولا أحد يقدم لها المساعدة سوى تلميذتها الفطرية التي تعقبت خطى الركراكية وأصبحت تقاسمها محاولة عيش الفنان المغربي في زمن الموت مرضا وقهرا ونسيانا . وتعتبر الفنانة الركراكية رفقة فاطمة حسن والمرحومة الشيعبية طلال من ظواهر الموهبة الفطرية للفن التشكيلي المغربي بنون النسوة، وأقامت العديد من المعارض داخل المغرب وخارجه بألمانية والبحرين وسويسرا واسبانيا وايطاليا، وكانت تجربة سيرة حياتها المنشطرة بين الهوية والوجود ومعوقات التقاليد موضوع فيلم تلفزيوني من إنتاج القناة الثانية. [email protected]