انتقد زعماء يساريون في أميركا اللاتينية خططا لإقامة قواعد عسكرية أميركية في كولومبيا، واتهموا واشنطن باستخدام الحرب على المخدرات ذريعة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.وطالب الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الولاياتالمتحدة بوقف إرسال قوات إلى كولومبيا، معتبرا أن تعزيز واشنطن وجودها العسكري في أميركا اللاتينية يهدد المنطقة بحرب. وكشف أن بلاده ستشتري أثناء زيارته إلى روسيا في سبتمبر المقبل عشرات الدبابات الروسية لأنها تحس بتهديد عسكري أميركي حقيقي. ووصف شافيز اتهامات كولومبيا لبلاده بدعم متمردي حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) بأنها جاءت لتحويل الأنظار عن اتفاق عسكري يجري التفاوض عليه بين واشنطن وبوغوتا. وقال إن قاذفات الصواريخ السويدية الصنع التابعة للجيش الفنزويلي، التي عُثر عليها في معسكرات فارك، سُرقت من قاعدة فنزويلية، قبل 14 عاما. وتسعى واشنطن إلى استخدام سبع قواعد عسكرية في كولومبيا وزيادة عدد جنودها هناك -الذين لا يتعدى عددهم الآن ثلاثمائة- إلى نحو ثمانمائة، وهو الحد الأقصى الذي يسمح به اتفاق أبرم بين الجانبين. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونز قال في البرازيل إن المخاوف التي يبديها بعض زعماء المنطقة من الوجود العسكري لبلاده في المنطقة هي مخاوف "لا أساس لها". وأضاف جونز في تصريحات صحفية بالعاصمة برازيليا "نحترم سيادة كل بلد" مشيرا إلى أن هذا العمل الذي تقوم به واشنطن "عمل جيد". من جهته، قال الرئيس البوليفي إيفو موراليس إن العلاقة المفترضة بين متمردي فارك وتجارة المخدرات في كولومبيا أصبحت "أفضل أداة" لواشنطن لتبرير عملياتها العسكرية في المنطقة. وأضاف موراليس "لا يمكننا أن نقبل حشد كل هذه الطائرات والمعدات العسكرية في كولومبيا" مشيرا إلى أن هذا الوجود العسكري الأميركي "ليس موجها إلى تجارة المخدرات بل إلى المنطقة". وأكد موراليس أنه سيطالب زعماء أميركا اللاتينية في القمة التي سيعقدونها في الإكوادور الاثنين المقبل برفض إقامة أي قواعد عسكرية أجنبية في المنطقة. وأشار إلى أن أي سماح لوجود عسكري أجنبي في أميركا اللاتينية هو هجوم ليس على الحكومات فقط، بل أيضا على الديمقراطية في المنطقة. وبدورها انتقدت البرازيل الخطط الأميركية، وقال ماركو أوريليو غارسيا، مستشار الشؤون الخارجية للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن وجود القواعد الأجنبية في المنطقة يبدو وكأنه من آثار الحرب الباردة". ويقوم الرئيس الكولومبي، ألفارو أوريبي، منذ أيام بجولة في عدد من دول المنطقة يناقش فيها مع رؤساء هذه الدول وجود القوات والقواعد الأميركية في بلاده.