3) تمويل شيعة حزب الله اللبناني يعتبر تأسيس حزب الله في لبنان أهم إنجازات وتداعيات الثورة الخمينية، وفي هذا الصدد يقول حسن حمادة أحد رجال الدين ومدير مؤسسة الشهيد التابعة لحزب الله: ( نهج الإمام الخميني ونظرية و نظام ولاية الفقيه هما وجهان لعملة واحدة .. وكان قيام حزب الله في لبنان أحد ثمار هذه النظرية ) ( حزب الله حقائق وأبعاد، فضيل أبو النصر، الشركة العالمية للكتاب، ص 53). وعليه فقد تشكلت العديد من المؤسسات والقنوات التمويلية الخاصة لضمان استمرارية وتنامي قوة التنظيم الشيعي الجديد على الساحة اللبنانية، كان أبزها كما قلنا سابقا " مؤسسة المستضعفين " الإيرانية تحت إشراف " الولي الفقيه "علي الخامنئي، إضافة إلى غيرها من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى الارتباطات المتعددة التي أنشأها تنظيم " حزب الله " خارج لبنان وفي مختلف بلدان العالم ، فهو يتواجد في كل دولة توجد لإيران فيها سفارة وعلاقات جيدة معها، خاصة دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا، حيث أنشأ شبكة من العلاقات مع العديد من رجال الأعمال اللبنانين من أبناء الطائفة الشيعيةالمقيمين بالخارج، خاصة بدول الخليج العربي، وافريقيا ودول أمريكا الجنوبية، وبلغ الحد بالحزب لحد اتهامه من طرف جهات عدة بتمويل أنشطته عن طريق تجارة المخدرات التي يقوم بها لحسابه العديد من رجال الأعمال اللبنانين المقيمين بأميركا اللاتينية، إضافة إلى بيعها وترويجها بأوروبا كما صرحت بذلك مجلة " دير شبيغل " الألمانية نهاية الأسبوع الأول من شهر يناير 2010 . وهكذا يمكن القول أنه بعد حوالي ثمان وعشرين عاماً من تأسيسه، يشغل اليوم حزب الله حيزاً سياسياً مؤثرا،ً ويتمتع بقدرة عسكرية ضاربة وهيكلية تنظيمية متقدمة، ولكن أهم من ذلك يبقى سرّ قوة حزب الله الحقيقي في إمبراطوريته المالية التي يجهد لتأمين خطوط تمويلها والذي يمتد ليشمل قارات العالم دون مبالغة. والملاحظة الجديرة بالذكر هنا هو ان التنظيم الشيعي يتحاشى الخوض دوما عن مصادر تمويله التي يجبي منها تلك الأموال الضخمة التي تمكنه من الاستمرارية في القتال في حرب تعجز بعض الدول عن خوضها، تلك المصادر التي مكنته مثلا من تأمين السلاح لقتال دام 33 يوماً في حرب تموز 2006م ، حيث أطلق خلالها أربعة آلاف صاروخ، ثم أعلن عن استعداده بعد انتهاء الحرب للتعويض عن كل منزل مدمر بمبلغ 12 ألف دولار تقريباً، فضلاً عن دفعه بدلات أثاث بما يقارب 5 آلاف دولار لكل منزل كذلك. وإذا كان مجموع المنازل المدمرة هي 15 ألف منزل، فإن عملية حسابية بسيطة تظهر أن مبالغ التعويضات التي دفعت فقط بعد حرب تموز هي على أقل تقدير 255 مليون دولار دون ذكر المبالغ الأخرى التي دفعت لأسر الشهداء والجرحى، والمنازل التي تضررت بشكل طفيف، ودون ذكر كلفة هذه الحرب من ناحية السلاح الذي تمّ استعماله. وهنا السؤال الذي تأتي خلفه ملايين علامات الاستفهام، من أين لحزب الله بهذا التمويل؟ الأجوبة تأتي متقطعة ومتناثرة من هنا وهناك من خلال ما تكشفه التقارير الأمنية الصادرة عن الدول الغربية والتي تأتي ضمن حملة مكافحة (( الإرهاب )) حيث تمتد إمبراطورية الحزب المالية لعدة قارات حول العالم. (موقع يا بيروت ). أولا: تجارة المخدرات عصب التمويل القادم من أميركا اللاتينية وأوربا 1- فنزويلا مركز أنشطة حزب الله في تجارة المخدرات بأميركا اللاتينية... في القارة اللاتينية، نشطت شبكات تمويل حزب الله بقوة في الآونة الأخيرة بين عصابات تهريب المخدرات وشبكات الاتجار بالأسلحة والمشاريع ذات الطابع المسالم وحملات جمع التبرعات في أربعة دول رئيسية، هي كولومبيا وفنزويلا والأكوادور والبراغواي. ففي كانون الأول من العام 2006، القي القبض على تسعة من نشطاء حزب الله يقومون بتشغيل شبكة تحويل أموال في ما يسمى بالمنطقة Triborderأو الحدود المثلثة، وهي المنطقة الحدودية التي ينعدم فيها وجود القانون تقريباً بين الأرجنتين والبرازيل والباراغواي. وقد أصدرت الوكالات الأمنية الفيدرالية عدة تقارير تصف المنطقة بأنها تحوي آلاف اللبنانيين الذين يعيشون هناك وتشكل ملاذاً لحزب الله والمنظمات الأخرى التي تعمل غسل الأموال وتهريب الأسلحة. وقبل ذلك في حزيران من العام 2005 ، قامت السلطات الأمنية في الاكوادور بكشف شبكة للاتجار بالمخدرات على علاقة مباشرة مع حزب الله. وقد أطلق على هذه العملية في حينه اسم "دمشق" ، حيث شاركت فيها كل من الأجهزة الأمنية لكل من كولومبيا والبرازيل والولاياتالمتحدة. ومن أبرز من ألقي القبض عليهم زعيم العصابة اللبناني المولد، راضي زعيتر، في بوغوتا بالإضافة للعديد من اللبنانيين الآخرين اللذين اتهموا بجمع أموال لحزب الله. هذه العصابة تهرب الكوكايين إلى أوروبا وآسيا في شحنات تبلغ قيمتها 1 مليون دولار لكل منها. ووفقا لما ذكره تقرير لشرطة الإكوادور الداخلية، فإن زعيتر نظم بنية تحتية كبيرة واسعة النطاق مستخدماً مطعمه الذي يقدم وجبات عربية كواجهة. وتعمد عصابة زعيتر إلى تهريب الكوكايين من خلال بلعها في بطونهم مع قيامهم برشوة مسئولين في مطار الإكوادور لتفادي التفتيش الأمني. ووفق تقارير وزارة الخزانة الأمريكية، قامت الولاياتالمتحدة وكولومبيا، في شهر تشرين الأول في 2008، بفضح حلقة تهريب الكوكايين التابعة لحزب الله والتي عملت على تمويل الجناح العسكري للحزب عن طريق مصارف تمتد من "بنما" الى "هونغ كونغ" ف "بيروت". فالمدعو شكري محمود حرب كان يرأس هذه العصابة، وهو مشهور أنه من ابرز غاسلي الأموال، وقد اعتقل مع 130 من معاونيه. كما عمدت وزارة الخزانة في تموز 2008 إلى تجميد ارصدة اثنين من الفنزويليين الذين تجمعهم روابط أسرية قوية مع لبنانيين ناشطين في حزب الله. وكشفت مصادر الوزارة أن غازي نصر الدين، وهو ديبلوماسي فنزويلي كان قائماً بالأعمال في دمشق، قد شغل منصب رئيس المركز الشيعي في كاراكاس وأهتم بالدعم المالي المقدم لحزب الله. وأضافت هذه المصادر أنّ فنزولياً آخر من أصل لبناني هو فوزي كنعان إستخدم اثنين من وكالات السفر كان يملكها في كراكاس، وهما بيبلوس والهلال ، لتحويل الأموال إلى لبنان، حيث كان يلتقي دورياً كبار الشخصيات في حزب الله لمناقشة مسائل التهريب التفصيلية. ونظرا للعداء الذي يكنه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز للولايات المتحدة وعلاقته المتصاعدة مع ايران ، تشتبه واشنطن بأن حزب الله يعمل على مدّ اصابعه إلى داخل البلاد. وكانت صحيفة "دي فيلت" الألمانية قد نشرت في تموز الماضي معلومات تفيد أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني أصبح لديهم بالفعل قاعدة قوية في البلاد التي يحكمها هوغو شافيز بفضل التعاون الوثيق مع أحمدي نجاد. وقد افادت "دي فيلت" أن الشباب الفنزويليي من أصل عربي والمنتسب إلى الحزب الاشتراكي الموحد التابع لشافيز، حيث يتم تجنيدهم تحت إشراف طارق عيسمي، نائب وزير الداخلية الفنزويلي، للتدرب على القتال في معسكرات حزب الله في جنوب لبنان. حيث يقوم غازي نصر الدين وشقيقه غسان بتجنيد هؤلاء العرب الفنزويليين الذي تتمثل مهمتهم في محاربة الولاياتالمتحدة وتأمين خطوط التمويل لحزب الله نظراً لمعرفتهم بلهجات ولغات اميركا اللاتينية. وبعد الانتهاء من التدريب، يعود هؤلاء إلى جزيرة مارغاريتا في فنزويلا التي تعدّ مركزاً مهماً للتهريب تابع لحزب الله اللبناني. 2- مصادر استخبارية ألمانية: حزب الله يمول نشاطاته من تجارة المخدرات جاء في تحقيق نشرته الأسبوعية الألمانية " دير شبيغل" نهاية الأسبوع الماضي ، بان الاستخبارات الألمانية تمتلك أدلة تثبت تورط حزب الله في تجارة المخدرات على الساحة الألمانية، حيث يقوم الحزب ببيع المخدرات في الأسواق الألمانية، ومن ثم يتم تحويل الأموال لعائلات لبنانية مقربة من كبار قادة الحزب بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله . وأضافت "دير شبيغل" بان المعلومات الأولى حول دور حزب الله في تجارة المخدرات داخل ألمانيا وصلت الى المخابرات الألمانية بداية شهر أيار من عام 2008 بعد ان ضبط رجال الجمارك في مطار فرانكفورت مبلغ 8.7 مليون يورو داخل أربع حقائب تعود لأربعة مسافرين لبنانيين. وحسب الصحيفة فانه وخلال التحقيق مع الأربعة قامت الشرطة بمداهمة شققهم السكنية وعثرت في واحدة منها بمدينة " شبير" بمنطقة الراين على مبالغ مالية إضافية وصفت بالضخمة، وأظهرت نتائج فحص الأوراق المالية المضبوطة وجود اثأر لمادة الكوكائين عليها، إضافة إلى بصمات أصابع مواطن هولندي اكتفت" دير شبيغل" بنشر لقبه فقط " كارلوس" ذلك الاسم الذي ارتبط لسنوات طويلة بصفقات المخدرات التي جرى اكتشافها في ألمانيا . واعتقلت الشرطة السرية الألمانية المعروفة بالاختصار " BKA " خلال شهر أكتوبر عام 2009 مواطنين لبنانيين يقيمان بمدينة " شبير" ليتضح خلال التحقيق معهما بان أبناء العائلة هربوا وبشكل دائم إلى بيروت ملايين اليوروهات التي تحصلوا عليها من صفقات المخدرات . وتعتقد المخابرات الألمانية أن شخصا من أفراد العائلة ويرتبط بعلاقات قوية مع كبار قادة حزب الله وصولا إلى الأمين العام للحزب نصر الله هو من استلم الأموال المهربة بعد وصولها بيروت عبر ألمانيا . وأضافت دير شبيغل ان التحقيقات مع المعتقلين اللبنانيين اثبت خضوعهما لدورات تدريبية في قواعد تابعه لحزب الله فيما نفى احد أبناء العائلة ما نسب للمعتقلين من تهم .ولم توضح" دير شبيغل" في تحقيقها مصدر المخدرات التي وصلت للتجار، التي تدعي علاقتهما بحزب الله ،لكن هناك ( معلومات كثيرة ) نشرت سابقا حول دور علاقة الحزب بتجارة المخدرات في أمريكا الجنوبية .