انطلقت بمنطقة وادي لو، ضواحي مدينة تطوان، منذ فاتح غشت الجاري، فعاليات الدورة السادسة من مهرجان واد لو الثقافي، أو ما يعرف ب " اللمة السادسة"، الذي تنظمه جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية بوادي لو، بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة، إلى غاية تاسع غشت الجاري، تحت شعار "الإنسان والتنمية".ويتضمن برنامج "اللمة السادسة" ندوة حول "المدينة والتنمية" يشارك فيها الباحث في العلوم السياسية عبد الرحيم منار السليمي، ومجموعة من المحترفات الفنية في الصباغة والتشكيل، والمسرح، والشعر، وبعض الحرف اليدوية كالطرز والخياطة، وصناعة الخزف والنسيج، التي سيخصص لها سوق طوال أيام المهرجان، يهدف من خلاله المنظمون التعريف بالمنتوجات، التي تزخر بها منطقة وادي لو. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر عبد الرحمان بلحمر، عضو اللجنة التنظيمية للمهرجان، أن اللمة الثقافية والفنية لمنطقة واد لو تختار للمرة السادسة شعارا لها "الإنسان والتنمية"، لأن التنمية البشرية برأيه، أهم من التنمية المادية، فالثقافة "مدخل كل تحول اقتصادي، واجتماعي، وسياسي، واللمة لم تختزلها في الفكر أو الأدب أو الفن، بل أخذتها على أنها أيضا انفتاح على كل أشكال الفعل الإنساني المجسدة في الصناعات والحرف والتربية واللعب، للاستجابة لحاجات كل الفئات العمرية والاجتماعية، ومن ثمة اختارت اللجنة ربط التنمية بالممارسة الثقافية، وجعلتها شعارا لخمس دورات متتالية، وقناعة راسخة أطرت مختلف المشاريع الثقافية، التي تجسدت في ندوات، وموائد، وجلسات فكرية، ومجالس أدبية وشعرية، ومحترفات صناعية وحرفية وتشكيلية، وأمسيات مسرحية وموسيقية وغنائية، ومباريات رياضية وتربوية". وأضاف بلحمر أن هذه التظاهرة الثقافية انطلقت، منذ عام 2004، بهدف إخراج المنطقة من التهميش والإقصاء، الذي تتعرض له، والإسهام في التعريف بها، وإبراز التراث الثقافي والفني والاجتماعي بها. وقال إنه حرصا من جمعية مكاد، والمثقفين المنتسبين إليها، على الوفاء لروح الانفتاح، جسدت فعاليات دورات المهرجان السابقة ألوان الثقافة المغربية في تعددها وتنوعها، وإنصاتا منها لنبض التحولات على المستوى العربي، وسعيا منها لربط الثقافة المغربية بأحد أصولها وامتداداتها، التي تندرج ضمن رؤية تتخطى المحلي والوطني، والقومي لتنتصر للإنسان وحقه في العيش الكريم، فإن منظمي المهرجان سيستحضرون هذه السنة، كما قال بلحمر، فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 ، تعبيرا منهم على دعم منطقة وادي لو لصمود الشعب الفلسطيني في غزة، وكل أرض فلسطين حيث يتعرض البشر والشجر، والحجر لحروب الإبادة، والتأديب التي تغذيها هويات قاتلة، وثقافات حمقاء لا تعير أدنى اهتمام للإنسان وحقوقه الأساسية. للبشر في القدسوغزة، كما في وادي لو، الحق في الفرح والمتعة واللعب، ولهم الحق أيضا في التنمية، ولذا ارتأت اللجنة المنظمة أن تنظم فعاليات اللمة السادسة تحت شعار "الإنسان والتنمية"، لأن الأمل في التغيير بالفن والثقافة يمثل قناعة راسخة لديها، فلا شك أن تنمية ذكاء الفرد العاطفي يجدد طاقته وحبه للعالم وللآخرين. وأشار بلحمر إلى أن اللمة، إضافة إلى شقها الثقافي، فهي لحظة للمتعة واللعب، أدرج المنظمون في برنامجها محترفات متنوعة في التشكيل، والشعر، والمسرح، والحرف، ومسابقات في كرة القدم، والكرة الطائرة، ولعبة الشطرنج، لإعطاء مسحة من الترفيه لهذه التظاهرة. وإضافة إلى هذه الأنشطة، يتضمن برنامج مهرجان واد لو الثقافي مجموعة من السهرات الموسيقية، التي سيشارك فيها نخبة من الفنانين المغاربة أمثال لطيفة رأفت، التي أحيت حفل افتتاح المهرجان، وسعيدة شرف، التي ستحيي حفل اختتامه يوم تاسع غشت الجاري، إضافة إلى الفنان سعيد موسكير، ومجموعة لمشاهب، وأوركسترا إدريس الصاحب وريف كناوة، ومازاغان، والمعلم حميد القصري وجيل الغيوان، والطقطوقة الجبلية والفنان عبد السلام الساحلي، وجوق السلام والفنان عبد السلام الحمري، والفنان الحسين بنياز، الذي سيقدم لوحات ساخرة. للإشارة، فإن جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية بوادي لو، دأبت على تنظيم مهرجان وادي لو الثقافي، منذ عام 2004، بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة، وهي جمعية تضم مجموعة من المثقفين من المنطقة، وكذا الذين تربطهم بالمدينة أواصر الصداقة.