أعلنت جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية بوادي لاو عن تنظيم اللمة السادسة (مهرجان وادي لاو الثقافي)، وذلك بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة، خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح وتاسع غشت المقبل، تحت شعار «الإنسان والتنمية»، انطلاقا من كون اللجنة المنظمة وجميع الشركاء الذين عملوا على احتضان هاته اللمة، مقتنعين من كون الثقافة والإنسان مدخل لكل تحول اقتصادي واجتماعي وسياسي، حيث لم تختزل هاته القناعة حسب ماورد في بلاغ للجمعية في الفكر أو الأدب أو الفن فقط، بل أخذتها أيضا انفتاحا على كل أشكال التعبير والفعل الإنساني المجسدة في الصناعات والحرف والتربية واللعب، وذلك للاستجابة لحاجات كل الفئات العمرية والاجتماعية. ومن ثم اختارت اللجنة المنظمة ربط التنمية بمدينة وادي لاو ومحيطه بالممارسة الثقافية وجعلتها شعارا أساسيا للدورات الخمس السابقة. بل أصرت الجمعية ومعها المجلس البلدي لمدينة وادي لاو على أن تجعلها قناعة راسخة أطرت مختلف المشاريع الثقافية مع استحضار التاريخ والعادات التي تزخر بها المنطقة. ومن هنا جاءت فكرة إحياء الموروث الثقافي لقبائل بني سعيد، المتمثل في اللمة وتقديمه في طبق ثقافي وفني راقٍ يعيد للمدينة والمنطقة بريقها. أضف إلى هذا، فإن المنطقة تزخر بعدة مؤهلات ثقافية وسياحية وفلاحية هامة عمل المجلس البلدي للمدينة ومعه جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية على إحيائه وإبرازه وتوظيفه بشكل عقلاني لإبراز الهوية الثقافية والسياحية والجمالية للمدينة، فكانت اللمة هي التعبير الحقيقي للمكنون الثقافي للمنطقة، والتي عن طريقها أصبحت مدينة وادي لاو مدينة كل المغاربة، ولكل أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وقبلة لعدد من الضيوف الأجانب، بل أصبحت اللمة، ومع توالي الدورات، فضاء لإبراز الطاقات والمواهب، وفضاء لتفجير الطاقات الخلاقة لأبناء المنطقة وضمانة أساسية للتنمية، حيث وفرت اللمة أنشطة متنوعة من عروض ثقافية وفنية وندوات فكرية ومحترفات صناعية وحرفية وتشكيلية وأمسيات مسرحية وموسيقية وغنائية ومباريات رياضية وتربوية. كما أن من أهم إيجابيات هذا المشروع الثقافي السياحي هو استقطابه لعدد هام من السياح والمصطافين، ليس فقط في فصل الصيف وإنما في فترات أخرى خلال السنة، رغم صعوبة الطريق الرابطة بين تطوان ووادي لاو. وهكذا، وعلى امتداد تسعة أيام تزهو الألوان وتصدح الأصوات لتصير مرة أخرى فضاء رحبا ونقطة تلاق للتضامن والتفكير والاقتراح والمتعة، من خلال تنظيم أمسيات غنائية لكل من الفنانة لطيفة رأفت والفنان التهامي الحراق ومجموعة المشاهب، وسعيد موسكير وفرقة الطقطوقة الجبلية برئاسة الفنان عبد السلام الساحلي وجوق السلام والفنان عبد السلام الحمري واوركيسترا ادريس الصاحب وريف كناوة ومحمد الزياني والمجموعة الشابة مازغان. كما يتضمن البرنامج سهرات فكاهية مع الفكاهي الجبلي والبلدي، والفنان الساخر الحسين بنياز (باز) وعروض مسرحية من قبيل عرض مسرحية المزروب لفرقة العرض الحر. أما في المجال الرياضي فستنظم على هامش اللمة دوريات في كرة القدم المصغرة والكرة الطائرة.. هذا إضافة إلى دوري في الشطرنج، وسباق في العدو الريفي. وبخصوص المجال التأطيري التربوي سينظم محترف للطرز والخياطة، ومحترف للصباغة والتشكيل، ومحترف للمسرح والشعر. كما سيتم على طول أيام المهرجان عرض المنتجات الخزفية والفخارية والمنتوجات التقليدية التي تزخر بها المنطقة، على أن يفتتح المهرجان بكرنفال محلي يشارك فيه أطفال وتلاميذ المنطقة، وسيعمل هذا الكرنفال على تجسيد محترفات البحر والفلاحة والموروث الثقافي للمنطقة.