شرعت محطة اشتوكة أيت باها لتحلية مياه البحر في تزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشروب وتأمين الري على مساحة تصل إلى 15 ألف هكتار في سهل اشتوكة عن طريق تحلية مياه البحر، بدلا من المياه الباطنية، لتستفيد منه 1500 ضيعة فلاحية في مرحلة أولى، بعدما تم تدشينها من قبل جلالة الملك محمد السادس قبل نحو سنتين وبحسب الإفادات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن مياه تحلية البحر، التي تطلب إنجازها تكلفة مالية إجمالية تصل إلى 4.4 مليار درهم، بشراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ستمكن من إنتاج 400 ألف متر مكعب في اليوم من المياه المحلاة، والتي سيتم تقاسمها بالتساوي بين مياه الشرب ومياه الري، حيث ستساهم في الحفاظ على النشاط الفلاحي الذي تتميز به الجهة، بما في ذلك المزروعات ذات القيمة المضافة العالية. وبلغة الأرقام، فإن إنجاز هذه المحطة يتوافق وأهداف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي للفترة ما بين 2020-2027، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يناير 2020، والذي سيكلف استثمارات مالية بقيمة 115.4 مليار درهم، وهو برنامج يروم دعم وتنويع مصادر التزويد بالماء الشروب، ومواكبة الطلب المتزايد على هذا المورد الثمين، وضمان الأمن المائي، والحد من آثار التغيرات المناخية. وتم تنفيذ المشروع عبر قنوات شبكة الري التي بلغت 400 كيلومترا طويلا، لتأمين كميات كبيرة من مياه سقي المزروعات ذات القيمة العالية بسهل اشتوكة، وتسد بذلك خصاصا كبيرا من الموارد المائية، وتساهم في الحفاظ على الفرشة المائية التي تعرف عجزا سنويا للمياه الجوفية يقدر بحوالي 90 مليون متر مكعب. وتبلغ الكلفة الإجمالية لإنجاز محطة تحلية مياه البحر لاشتوكة استثمارا إجماليا بقيمة 4.41 مليار درهم، 2.35 مليار منها مخصصة لمكون الري، و2.06 مليار مخصصة لمياه الشرب.
الأول من نوعه بإفريقيا ويعد هذا المشروع الأول من نوعه بإفريقيا، إذ يوظف أفضل التقنيات المستعملة في مشاريع من هذا القبيل، لاسيما منها تقنية التناضح العكسي، والمعدات المسخرة من أجل تحلية مياه البحر وتوزيع المياه. وقد اعتمد في تشييد المحطة إنجاز قناتين لأخذ مياه البحر، كل واحدة مكونة من مأخذ للمياه، ومن قناة بقعر البحر، يبلغ طول كل واحدة منهما 1100 متر، وقناة لتصريف المحاليل يبلغ طولها 600 متر، ومحطة للتحلية، والبنيات التحتية للسقي (خزان، و5 محطات للضخ، و22 كلم من قناة المد، وشبكة من 489 كيلومترا من قنوات التوزيع). وتبلغ السعة الإنتاجية لوحدة التحلية التي انطلقت الأشغال بها في مارس 2021، في مرحلة أولى، 275 ألف متر مكعب من المياه في اليوم (125 ألف متر مكعب في اليوم لمياه الري، و150 ألف متر مكعب في اليوم للماء الشروب). كما ستبلغ سعتها الإنتاجية المستقبلية 400 ألف متر مكعب في اليوم، ستكون مقسمة مناصفة بين الأغراض الزراعية، وتوفير الماء الصالح للشرب. ويتضمن هذا المشروع إنجاز مآخذ للماء على سد أولوز، ومد قناة رئيسية وتشييد منشآت مائية على طول 90 كلم، وكذا إنجاز شبكة لتوزيع مياه الري على طول إجمالي يصل إلى 300 كلم. كما يتضمن 600 مأخذ للماء داخل الدائرة السقوية الكردان، إلى جانب إجبارية اعتماد نمط الري بالتنقيط بالنسبة للضيعات المستفيدة، حيث مكن هذا المشروع من إنقاذ الحوامض بحوض الكردان، وضمان المحافظة على 11 ألف منصب عمل قار، وعشرة آلاف منصب عمل موسمي، إلى جانب زيادة إنتاج المنطقة من الحوامض بحوالي أربعين ألف طن، ليصل إلى 255 ألف طن، إلى جانب الزيادة في حجم صادرات الحوامض بنسبة 35 في المائة. ومن المرتقب أن يمكن مشروع تحلية مياه البحر باشتوكة، من جانبه، بعد استكمال استغلاله، من الحفاظ على 5000 منصب شغل قار مرتبط بالأنشطة الفلاحية بالمنطقة، مع الحفاظ على إنتاج المنطقة من البواكر والبالغ مليون و400 ألف طن، منها 1 مليون طن موجهة للتصدير، و400 ألف طن للاستهلاك الداخلي، وتمثل 85 من المائة من الصادرات الوطنية من الطماطم. وبحسب المصدر ذاته، فإن نسبة تقدم أشغال شبكة الري تصل إلى 90.3 في المائة، فيما تصل نسبة تقدم الأشغال بمحطة تحلية مياه البحر إلى 98.5 في المائة، على أن يتم استكمال المتقي خلال شهر مارس المقبل لتوسيع دائرة الاستفادة من الري الفلاحي ومياه الشرب. وتم تشييد محطة تحلية مياه البحر بجهة سوس ماسة، حين تفضل جلالة الملك محمد السادس بالإشراف على إطلاق أشغال إنجاز شبكة السقي انطلاقا من هذه المحطة في فبراير 2020، والتي تبلغ مساحتها 20 هكتارا، والمتواجدة بإقليم اشتوكة أيت باها، على بعد حوالي 40 كيلومترا من مدينة أكادير، بموقع ساحلي شمال منطقة الدويرة بجماعة إنشادن، بالحظيرة الوطنية لسوس ماسة.