خلف انهيار طابق أحد المنازل الآيلة للسقوط بدرب المعيزي بالمدينة العتيقة في الدارالبيضاء، الأربعاء، نقاشا واسعا في صفوف سكان المدينة وفاعلين جمعويين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، محملين مسؤولية توالي انهيار البنايات إلى سلطات المدينة والجهات المعنية. ومن خلال النقاش الدائر حول سقوط المنازل المهددة بالانهيار تباعا، دق هؤلاء المتحدثون ناقوس الخطر، مطالبين الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات استعجالية لإنقاذ سكان المدينة العتيقة من موت محقق. وفي هذا الصدد، أكد موسى سراج الدين رئيس جمعية أولاد المدينة، ل"الصحراء المغربية"، أن انهيار طابق رابع بأحد المنازل في المحج الملكي، لم يخلف خسائر بشرية لأنه كان خاليا من قاطنيه. وقال سراج الدين، "إن سقوط البناية هو بمثابة ناقوس الخطر، لأن عملية الترحيل توقفت سواء على مستوى المحج الملكي أوعى مستوى البنايات الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، مرت سنة والسكان ينتظرون عملية الترحيل". واعتبر رئيس جمعية أولاد المدينة، أيضا انهيار المنزل بمثابة إنذار موجه إلى سلطات المدينة والسلطات المركزية، الذين، يقول مطالبين بتسريع عملية الإفراغ تفاديا لوقوع كارثة، خاصة ونحن مقبلين على فصل الشتاء. وفي هذا السياق، أوضح الفاعل الجمعوي، أن العالم بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة يعيش حاليا وضعا متأزما بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، ما يتطلب الإسراع بترحيل القاطنين، علما يضيف، أنه توجد العديد من الملفات العالقة بسبب تجاوز قاطن المنزل السن القانوني للحصول على القرض البنكي، وبات الأبناء مطالبون بالدخول في غمار دوامة القروض التي ستثقل كاهلهم مدة 25 سنة، واصفا ذلك بحكم الإعدام في حق هؤلاء الشباب. وعلى صعيد آخر، تساءل عدد من المتتبعين عن مآل الخطة الاستعجالية التي صرحت بها كل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة وولاية جهة الدارالبيضاءسطات من أجل معالجة إشكالية المنازل الآيلة للسقوط. كما تم التوقيع في هذا الإطار، على اتفاقية لمعالجة المباني الآيلة للسقوط بمدينة الدار البيضاء، خصص لها غلاف مالي يناهز 1759 مليون درهم، من أجل معالجة 6338 بناية، منها 2180 ستهدم كليا، و956 سيتم هدمها جزئيا، ومعالجة 2921 بناية وإعادة إيواء 9250 أسرة، إذ تمت إعادة إيواء 3995 أسرة بشكل نهائي، فيما قدم عرض سكني لإيواء 2106 أسرة، أي ما مجموعه 6100 أسرة من 9250 تمت معالجة حالاتها. وطالب هؤلاء المتتبعون، أيضا بتفعيل قرار تشديد إجراءات المراقبة وتحديد وضعية البنايات الآيلة للسقوط الذي دخل حيز التنفيذ أخيرا، ونشر بالجريدة الرسمية، وذلك أن تضمن في محاضر المعاينة المباني الآيلة للسقوط وما إذا كانت تشكل خطرا جسيما على سلامة شاغليه والمارة والمباني المجاورة وتوجه هذه المحاضر إلى عدد من الإدارات ووكيل الملك. يشار إلى أن بناية درب لمعيزي مصنفة ضمن الدور الآيلة للسقوط التي أدرج أصحابها ضمن المستفيدين من برنامج إعادة الإسكان بالدار البيضاء، التي تأتي في إطار مشروع المحج الملكي، الذي تشرف عليه الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية (صوناداك)، ذلك أن العدد الإجمالي للأسر المستهدفة من برنامج إعادة إسكان قاطني الدور الآيلة للسقوط يصل إلى 11 ألف و278 أسرة، وجرى تسليم 5646 شقة سكنية.