انهار جزء كبير من الزاوية المستارية، التي تعتبر من البنايات الدينية التاريخية التي تم تحبيسها سنة 1925 لأداء الصلوات الخمس، بسبب تأثرها بالأمطار التي تتهاطل على مدينة الدارالبيضاء منذ فترة. وأفاد مجموعة من سكان المدينة القديمة بإن الزاوية المستارية، المتواجدة بمدخل الباب الجديدة المقابلة لساحة وزان، كان يتوجب أن تخضع للترميم وفق المعايير المعمول بها عالميا، علما أن برنامج إعادة هيكلة المدينة القديمة، الذي كلف في شطره الأول 33 مليارا، و30 مليارا في شطره الثاني، كان يشمل مجال تدخله المساجد والزوايا إلى جانب المنازل. موسى سراج الدين، رئيس جمعية أولاد المدينة، قال إن "هذه الزاوية تعرضت للإهمال من طرف المسؤولين ولم يكلفوا أنفسهم عناء الانتقال إلى أنقاضها بعد انهيار جزء منها، بل نجد أن سلطات مدينة الدارالبيضاء أحاطت الحادث بجدار من الصمت تفاديا للخوض في هذه النازلة الخطيرة". وأكد المتحدث وجود مجموعة كبيرة من البيوت والبنايات الآيلة للسقوط، التي تشكل خطرا على حياة سكان وزوار المدينة القديمة. يشار إلى أنه تم التوقيع على اتفاقية بشأن معالجة المباني الآيلة للسقوط بمدينة الدارالبيضاء، خصص لها غلاف مالي يناهز 1759 مليون درهم، تساهم فيه وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بمبلغ 306 مليون درهم. ويؤكد مسؤولو الوزارة أنه يرتقب أن تتم معالجة 6338 بناية، منها 2180 سيتم هدمها كليا، و956 سيتم هدمها جزئيا، فيما ستتم معالجة 2921 بناية، وإعادة إيواء 9250 أسرة. وقد تمت إعادة إيواء 3995 أسرة بشكل نهائي، فيما قدم عرض سكني لإيواء 2106 أسر، أي ما مجموعه 6100 أسرة من 9250 تمت معالجة ملفاتها. وقال موسى سراج الدين إن شركة التهيئة الجماعية "صونداك"، التابعة لوزارة الداخلية، تعرض على السكان المستفيدين من برنامج الترحيل في إطار مشروع المحج الملكي شققا اجتماعية تبلغ مساحتها 46 مترا مربعا بسعر 20 مليون سنتيم، علما أن سعرها الحقيقي لا يتعدى 14 مليون سنتيم. وأضاف سرج الدين: "نحن في واقع الأمر أمام تهجير قسري لسكان المدينة القديمة بسبب الطريقة التي يتم اعتمادها في هذا الإطار، ونطالب بتغيير المقاربة التي يعتمدها المسؤولون في معالجة هذه القضية".