حذر الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، في تصريح ل"الصحراء المغربية" من سلوك التراخي الذي ظهر لدى مجموعة من الأفراد داخل المجتمع، منذ رفع الحجر الصحي والتخفيف من حالة الطوارئ، مؤكدا استمرار انتشار الجائحة وتوالي تسجيل الإصابات بعدوى الفيروس في المغرب، حيث ارتفعت نسبة حالات الإصابة الحرجة والتي تحمل أعراض المرض. ووصف مولاي سعيد عفيف، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، هذه السلوكات بالخطأ الكبير الذي قد يؤثر على الوضعية الوبائية لفيروس "كوفيد19" في المغرب، ما سيكون له عواقب وخيمة على الصحة بسبب ارتفاع الإصابات التي قد لا تستوعبها منظومة الصحية في المغرب، ما قد يضطر السلطات المعنية إلى إعادة تطبيق الحجر الصحي على المناطق التي ستظهر فيها بؤر الفيروس، وهو ما ينذر بتضرر الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الوقت الذي يهدف تخفيف قيود الحجر الصحي إلى تعافي الاقتصاد. وتبعا لذلك، شدد الدكتور عفيف على ضرورة الاستمرار في تطبيق قواعد الوقاية والحماية الفردية، في مقدمتها ارتداء الكمامة التي تعد وسيلة ضرورية لتجنب العدوى، مع احترام الطريقة السليمة في استعمالها من تغطية الفم والأنف وتفادي لمسها إلا باليدين النظيفتين الواجب تعقيمهما بعد ذلك بالسائل الكحولي. وتأتي هذه التوصيات في ظل عدم توفر لقاح مضاد الفيروس، الذي يرتقب إنتاجه، أواخر شهر أبريل أو بداية شهر ماي 2021، وهو ما يفرض ضرورة تحلي المغاربة بالحس المواطناتي والاستمرار في تحمل المسؤولية الجماعية للمحافظة على المكتسبات المحققة في فترة الحجرالصحي، التي تميزت بالتعليمات الملكية التي مكنت المغرب من تجنب عدد كبير من الوفيات ومن الإصابات التي تتطلب الاستشفاء بمصالح العناية المركزة والإنعاش الاصطناعي. وبالموازاة مع ذلك، دعا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية المغاربة إلى التقيد بتعليمات الوقاية والسلامة الصحية مع إحياء مناسبة عيد الأضحى، وعلى رأسها احترام التباعد الجسدي بين أفراد العائلة وتفادي المصافحة والعناق والجلوس جماعة في مكان ضعيف التهوية، والالتزام بالتنظيف المنتظم والمتكرر لليدين بالماء والصابون أو بواسطة المنظف الكحولي، لحماية الذات وحماية الفئات الأكثر عرضة، سيما أن 2 من بين 10 أشخاص من مصابي الداء، هم من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وتحدث الدكتور عفيف عن أن فيروس "كوفيد 19" لا ينتقل من الأضاحي إلى الإنسان، بل إنه ينتقل من إنسان إلى آخر، ما يستوجب الاستعانة بجزار يتوفر على رخصة من السلطات المعنية تثبت خلوه من الإصابة بالفيروس مع التزامه بالنظافة السليمة قبل مباشرة ذبح الأضحية.