وبحسب المعطيات الواردة ضمن التقرير الأوّلي للدراسة،كشفت دراسة حديثة، أنجزتها "مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية"، أن 93 في المائة من المغاربة ( من الأفراد الذين شملتهم الدراسة) عبروا عن رضاهم، عن التدابير الاحترازية المتخذة من طرف السلطات العمومية المغربية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد. وأجريت الدراسة على عينة من 2556 شخصا، في الفترة ما بين 4 و28 أبريل الماضي، إذ كشفت المعطيات الواردة في التقرير الأول للدراسة أن التدابير الاحترازية المتخذة من لدن السلطات العمومية حظيت بدرجة عالية من الثق"، إذ اعتبرها 87.9 في المائة من المستجوبين ضرورية. ولفتت نتائج الدراسة المعنونة ب"كورونا والمغاربة.. التصورات،التمثلات والممارسات"، أن بعض التدابير غير المألوفة وذات الحساسية تقبلها الرأي العام المغربي، مثل إغلاق المساجد وأماكن العبادة، إذ حظي هذا القرار بالقبول من لدن الأغلبية المطلقة، رغم مصادفته لشهر رمضان، إذ اعتبر 96.1 في المائة منهم أن هذا الإجراء كان ضروريا. كما لاحظت الدراسة، أن أكثر من نصف العينة المستجوبة لديها اعتقاد أن فيروس كورونا ليس فيروسا عاديا، إذ عبر 58.7 في المائة منهم عن قناعتهم بفكرة أن الفيروس جرى صنعه في أحد المختبرات، وفي المقابل، بينما لم تتجاوز نسبة الذين يعتقدون أن وباء كورونا هو عقاب إلهي نسبة 5 في المائة. وتبين من خلال نتائج الدراسة عدم الارتياح لقدرة المنظومة الصحية في المغرب على مجابهة وباء كورونا، إذ صرح 56 في المائة منهم بأن مصدر خوفهم من فتك الوباء العالمي يعود إلى ضعف وهشاشة البنيات الصحية والاستشفائية بالبلاد. يشار إلى أن مؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية حرصت على أن تظل عينة البحث متوازنة، وذات خصائص تمثيلية من حيث الجنس، ومحل السكنى والتوزيع حسب الجهات، إذ مثلت الإناث 49 في المائة من العينة، مقابل 51 في المائة من الذكور، وهمت الدراسة عشر جهات من جهات المملكة الإثنى عشرة. وأما في ما يتعلق بمحل السكنى، فإن 52.7 في المائة من أفراد العينة التي شملتها الدراسة يقطنون في المدن، بينما يقطن 39 في المائة منهم في العالم القروي، و8.03 منهم يقطنون في المدار شبه الحضري. واتضح من خلال النتائج الأولية للدراسة اعتماد المغاربة على الأنترنيت كمصدر رئيسي للحصول عل الأخبار والمعلومات المتعلقة بجائحة كورونا، إذ أن 77.9 في المائة من العينة يواظبون على تتبع وسائل الإعلام الوطنية، خاصة الأنترنيت، الذي يتوفر على إمكانية الولوج إليه 97 في المائة من عينة البحث. أوضحت نتائج الدراسة أيضا أن العينة المبحوثة، التي يشكل الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و30 سنة الفئة الأكثر تمثيلا فيها، تتوفر على معرفة وافية بفيروس كورونا، إذ استطاع أكثر من 98 في المائة منهم معرفته ضمن الفيروسات، ولم يتم خلطه مع البكتيريا أو الطفيليات أو الميكروبات. كما أبانت العينة المستجوبة كذلك عن معرفة اعتبرتها الدراسة "مقبولة" بأمكنة انتشار فيروس كورونا المستجد والخطوات المفروض اتباعها في حالة الشك في إصابة شخص من داخل المحيط، إذ اعتبر 80 في المائة من العينة أن انتقال العدوى يمكن أن تحصل في أي مكان، فيما لم يعبر سوى 1 في المائة من المبحوثين عن عدم المعرفة بطرق انتقال العدوى. وعزا معدو الدراسة هذه النتيجة إلى طبيعة العينة ومستواها الدراسي، حيث يغيب من هم بدون مستوى دراسي، وثمة عامل آخر، وهو دور وسائل الإعلام، حيث يتابع 77.9 في المائة أخبار وسائل الإعلام الوطنية، وخاصة الأنترنيت. وأما فيما يتعلق بمدى قدرة المنظومة الاجتماعية على إعادة استيعاب الشخص المصاب بفيروس كورونا وحفظ مكاسبه السابقة بعد علاجه، أظهرت الدراسة أن ثلاثة أرباع من المبحوثين فقط هم الذين عبروا عن استعدادهم للتعامل مع المصاب بالوباء بعد شفائه، فيما عبر 5.5 في المائة عن رفضهم لإعادة العلاقات الاجتماعية المعتادة سابقا مع المتعافي من الفيروس، بينما تحفّظ خُمس العدد الإجمالي من العينة، بداعي عدم المعرفة بما ينبغي فعله.