أكدت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، على ضرورة استثمار واستغلال الفرص التي أتاحتها جائحة "كوفيد 19"، رغم أثارها الوخيمة، من أجل مستقبل أفضل للنساء، مشيرة إلى أن فترة الحجر الصحي أثبتت الدور الكبير الذي تضطلع به المرأة ومدى إسهامها في المعركة الدائرة اليوم ضد جائحة "كورونا". وأضافت المصلي، خلال مشاركتها في ندوة عند بعد حول "دور المرأة في إعادة تشكيل الخارطة الثقافية للوطن العربي ما بعد أزمة كورونا"، نظمتها، أمس السبت، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن هذا التحول الذي يشهده العالم وتعيشه البشرية جمعاء، يجب أن ينعكس إيجابا بعد الجائحة بإعادة النظر في طريقة وأنماط التفكير، لأن هذا التحول يؤسس لسلوكيات ولأنماط جديدة. وأكدت الوزيرة أن المدخل الثقافي يعد من المداخل الأساسية لتمكين المرأة في المجتمع، مضيفة، أنه "لا يمكن أن نتصور حضورا وازنا للنساء في المجتمع، دون خلخلة بعض أنماط التفكير وتغيير الصورة السلبية للمرأة سواء في الإعلام أو الأمثال الشعبية أو عبر المقولات الموجودة في المجتمع". واعتبرت أن الثقافة تحتاج إلى دعائم اقتصادية من برامج حكومية وبرامج للقرب تستهدف النهوض بأوضاع النساء، انطلاقا من أن العالم ما بعد كورونا، سيعرف تشكيلات مختلفة، منها الاقتصاد الاجتماعي أو اقتصاد القرب وهو ألصق ما يكون بالنساء، الشيء الذي يحتاج إلى تحفيز الكوادر النسائية. وأضافت المصلي أنه لا بد من بلورة رؤية استشرافية، بمقدورها "الانتقال بنا من دائرة الدعوة إلى مشاركة المرأة في تدبير الشأن العام والحضور داخل المجتمع، إلى دائرة أوسع وأعمق تتعلق بوضع الآليات الكفيلة بضمان مشاركة واسعة وكبيرة للعنصر النسائي". وأبرزت الوزيرة أن المدخل الثقافي الذي يمكّن المرأة، يحتاج أيضا إلى برامج اقتصادية وإلى تشريعات لتحقيقه، مبرزة أن التجربة المغربية في مجال التمكين للنساء ليست وليدة اليوم، بل هي تجربة ممتدة لعقود. وفي هذا الصدد، ذكرت المصلي، أن معالم الحضور الأكثر قوة للمرأة المغربية بدأ بإطلاق مدونة الأسرة في 2004، مبرزة أن المغرب اشتغل خلال العشرية الأخيرة على مشاريع مهمة في مجال التمكين للمرأة، من ضمنها الخطة الحكومية للمساواة. وبعد أن استعرضت الوزيرة، مختلف الجهود والتدابير الاستباقية لمواجهة المخاطر المحتملة لجائحة "كوفيد 19" التي قامت بها المملكة المغربية في ظل هذه الأزمة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، أبرزت التدابير التي قام بها المغرب في ظل الجائحة على مستوى حماية المرأة من العنف، منها على الخصوص إحداث منصة رقمية "كلنا معك" المخصصة للاستماع والدعم والتوجيه للنساء والفتيات في وضعية هشة، وكذا إطلاق حملة رقمية توعوية وتحسيسية انخرط فيها عدد من الفنانين والإعلامين. وأكدت الوزيرة على أهمية دعم وتطوير الخدمات الموجهة عن بعد لفائدة النساء ضحايا العنف، والتي يمكن أن تقوم بها الجمعيات وشبكات مراكز الاستماع الشريكة للوزارة من أجل مواكبة النساء في وضعية صعبة خلال هذه المرحلة الحرجة، وتطوير الخدمات عن بعد ومواكبة النساء ضحايا العنف في جميع أنحاء التراب الوطني. وفي هذا الصدد،أبرزت الوزيرة التجربة المغربية في مجال دعم المجتمع المدني منذ اعتماد دستور 2011 ، مؤكدة أن جمعيات المجتمع المدني تعد اليوم شريكا استراتيجيا في تنزيل البرامج والمخططات الحكومية، وفي مجال مناهضة العنف ضد النساء.