قالت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، إن تمكين المرأة اجتماعيا، واقتصاديا يحتاج إلى دعم ثقافي كبير من المجتمع، وأضافت أن فترة الحجر الصحي أثبتت الدور الكبير، الذي تضطلع به المرأة، ومدى إسهامها في المعركة الدائرة اليوم ضد جائحة “كورونا”. وأضافت المصلي، خلال مشاركتها في ندوة “دور المرأة في إعادة تشكيل الخارطة الثقافية للوطن العربي ما بعد أزمة كورونا”، التي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الألكسو) عن بعد، أن التحول، الذي يشهده العالم، وتعيشه البشرية جمعاء، يجب أن ينعكس إيجابا بعد الجائحة بإعادة النظر في طريقة، وأنماط التفكير، لأنه يؤسس لسلوكيات، وأنماط جديدة. وشددت المصلي على أن المدخل الثقافي يعد من المداخل الأساسية لتمكين المرأة في المجتمع، مضيفة أنه لا يمكن أن نتصور حضورا وازنا للنساء في المجتمع، دون خلخلة بعض أنماط التفكير، وتغيير الصورة السلبية للمرأة، سواء في الإعلام، أو الأمثال الشعبية، أو عبر المقاولات الموجودة في المجتمع. وأضافت المصلي، لا بد من بلورة رؤية استشرافية بمقدورها “الانتقال بنا من دائرة الدعوة إلى مشاركة المرأة في تدبير الشأن العام، والحضور داخل المجتمع إلى دائرة أوسع، وأعمق تتعلق بوضع الآليات الكفيلة بضمان مشاركة واسعة، وكبيرة للعنصر النسائي”. وتحدثت المصلي عن التدابير، التي قام بها المغرب في ظل الجائحة على مستوى حماية المرأة من العنف، مشيرة في ذلك على الخصوص إلى إحداث منصة رقمية: “كلنا معك” المخصصة للاستماع، والدعم، والتوجيه للنساء، والفتيات في وضعية هشة، وكذا إطلاق حملة رقمية توعوية، وتحسيسية انخرط فيها عدد من الفنانين، والإعلامين. وبينت المصلي أن الحملة الرقمية، والتوعوية، والتحسيسية المذكورة ساهمت في بث رسائل تساعد في التغلب على الاكراهات النفسية، والوعي بضرورة استثمار السياق الحالي، لتعزيز قيم العيش المشترك، والمسؤولية المشتركة بين الزوجين، ونشر ثقافة السلم والمودة، والتواصل، والتفاهم داخل الأسرة، وأيضا التذكير بأن العنف تجاه النساء، والفتيات مجرم، وليس له مبرر في مختلف السياقات. كما أكدت الوزيرة في السياق نفسه دعم، وتطوير الخدمات الموجهة عن بعد لفائدة النساء ضحايا العنف، التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات، وشبكات مراكز الاستماع الشريكة للوزارة، من أجل مواكبة النساء في وضعية صعبة خلال هذه المرحلة الحرجة، وتطوير الخدمات عن بعد، ومواكبة النساء ضحايا العنف في جميع أنحاء التراب الوطني.