باشرت السلطات المحلية والأمنية بمدينة الجديدة يوم الاثنين 23 مارس، إخلاء أحياء وشوارع المدينة من الأشخاص دون مأوى ووضعهم بأماكن تم تخصيصها لهذا الغرض من أجل حمايتهم من تفشي فيروس كورونا وعدم انتقاله إليهم، خصوصا أنهم أكثر عرضة للوباء، لعدم اتخاذهم التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية الضرورية. وتمكنت السلطات المحلية ممثلة في باشا المدينة وقائد المقاطعة الثانية وعناصر الشرطة والقوات المساعدة والأعوان من إخلاء الساحة المجاورة للحي البرتغالي وساحة مسرح عفيفي التي كانت تعرف توافدا للمتسكعين الذين اعتادوا تناول الكحول واعتراض المارة من أجل مدهم بالنقود، من بينهم امرأة يفترشون الأرض ويتقاسمون احتساء الكحول من قنينة واحدة. وعلمت "الصحراء المغربية" أنه تم تخصيص قاعات رياضية لإيواء المتشردين الذين لا مأوى لهم، ومنها قاعة الرياضات نجيب النعامي الموجودة بمحاذاة شاطئ المدينة، وكذا قاعات رياضية قدمها أصحابها لتكون رهن إشارة السلطات المحلية بالمدينة. وطالبت فعاليات مدنية بتخصيص المستشفى السابق بالجديدة وتأهيله لإيواء هذه الفئة من المواطنين، بحكم أنه يتوفر على كل المواصفات لكي يكون مأوى لهم، كما طالبوا بوضع أجنحة خاصة بمرضى كورونا المستجد. يشار أن مدينة الجديدة لم تسجل أي إصابة بوباء كورونا "كوفيد 19"، إذ استبعدت التحاليل التي أجريت على عينة من شخصين كانا يعتقد إصابتهما بالوباء، منهما مواطنة من أصول هولندية. من جهة أخرى اقترحت بعض الفعاليات والمقاولات وضع منشآتها السياحية والرياضية رهن إشارة وزارة الصحة والسلطات المحلية والإقليمية كمقرات استثنائية لتكون مرفقا طبيا أو لإيواء الأشخاص في وضعية صعبة، حيث أقدمت في هذا الصدد مستثمرة بمنتجع الواليدية على وضع فندقها السياحي المتواجد بالواليدية رهن إشارة الدولة والأطر الصحية لتمكينهم من التواجد قرب مقر عملهم في هاته الأزمة التي يعاني منها الوطن، وكذلك لتفادي اختلاطهم بأسرهم في هذه الفترة حماية لهم ولربح الوقت للتنقل. في نفس الاتجاه اقترح رئيس الجامعة الملكية للمصارعة فؤاد مسكوت في بلاغ له بوضع المركز الوطني الدولي للمصارعة تحت إشارة وزارة الصحة المغربية والسلطات العمومية، واستخدامه كمرفق للتطبيب أو لإيواء الأشخاص في وضعية صعبة، مشيرا أن المركز الرياضي يحتوي على مرافق إضافية للغرف بها قاعة كبيرة للتمرين وقاعات أخرى ومطبخ كاف لتقديم وجبات لأزيد من 300 شخص، مع تعبئة كل المؤهلات البشرية التابعة له من أطر تقنية وجمعوية وممارسين راشدين لأية عملية تطوعية. وأشار مسكوت في بلاغه أنه تم نقل جميع العناصر الإفريقية ومؤطريهم المعتمدين بالمركز في إطار التكوين الرياضي العالي المستوى والحائزين على بطاقة الإقامة إلى إحدى الوحدات الفندقية بالمدينة مع استمرارهم في الحجر الصحي، حفاظا على سلامتهم وامتثالا لحالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطات المغربية بعد أن أغلقت الرحلات الجوية وحالت دون عودتهم إلى ديارهم ولائحة العناصر الأجنبية المتبقية محصورة في 12 فردا.