حسب مصادر مطلعة، فإن المراكشيين يترقبون تفعيل قرار والي جهة مراكشآسفي، القاضي بإزالة مطاعم ساحة جامع الفنا بعد منتصف الليل، التي أضحت نشازا، بعد التغييرات الأخيرة، التي حولتها من مطاعم متنقلة إلى مطاعم راسية في مكانها، تخفي معالم الساحة وتسحب البساط من تحت اقدام الساحة العالمية، القلب النابض لمراكش، التي بدأت تفقد طابعها الفرجوي تحت ضغط الفراشة والمطاعم. وأضافت المصادر نفسها أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه، فقد ينتزع من ساحة جامع الفنا الاعتراف الدولي الذي صنفها كتراث شفوي إنساني لامادي. وعبر عدد من الحلايقية عن استيائهم العميق من الوضعية التي أصبحت عليها ساحة جامع الفناء، بعد احتلال الفضاء المخصص للحلقة، و"الإقصاء والتهميش من قبل المسؤولين رغم مراسلة جل الجهات المسؤولة لإعادة الاعتبار لرجال الفرجة والمتعة بالساحة". وأكدوا في لقاء مع "المغربية"، أن ساحة جامع الفنا فقدت سحرها وبريقها بعد انقراض الحكواتيين ووفاة عدد من رواد الحلقة وانسحاب آخرين لصعوبة إيجاد فضاء لممارسة الحلقة، في وضع أصبح يقلق المهتمين بالساحة من جمعيات وأدباء وباحثين وشعراء وفنانين مخافة اندثار التراث الشفوي من ساحة جامع الفنا. وصنفت ساحة جامع الفنا منذ سنة 1922 تراثا وطنيا، وأصبحت منذ ذلك التاريخ منطقة منزوعة البناء، ولا يسمح نهائيا بإقامة منشآت وسطها مهما كانت المواد المصنوعة منها، ما جعل مصالح المجلس الجماعي تمنح أصحاب المطاعم قرارات باستغلال وسط الساحة في إطار قانون احتلال الملك بشكل مؤقت، علما أن هذه القرارات تؤكد أن توقيت عمل المطاعم يبتدئ من غروب الشمس إلى منتصف الليل، ما يعني أن بقاء هذه الأكشاك على امتداد الليل والنهار وسط الساحة غير قانوني.