دخل مجموعة من "الحلايقية" في ساحة جامع الفنا بمراكش، منذ الاثنين المنصرم، في إضراب مفتوح عن تقديم الفرجة بالساحة العالمية، التي صنفت تراثا شفويا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو احتجاجا على أوضاعهم، وعلى "تجاهل السلطات المحلية لمطلبهم"، المتمثل في تنظيم الساحة بعد احتلال الفضاء المخصص للحلقة من طرف عدد من العربات المتخصصة في بيع الأعشاب، وممتهني بعض الحرف الهامشية. وحسب مجموعة من "الحلايقية"، فإن إضرابهم غير محدود ضد "الإقصاء والتهميش من قبل المسؤولين، وحرمانهم من المنحة التي تخصصها مؤسسة اليونسكو لدعم رجال الفرجة والمتعة بالساحة"، مجددين طلبهم بإيفاد لجنة افتحاص من المجلس الأعلى للحسابات للوقوف على "اختلالات" التسيير وطريقة صرف ميزانية منح الهيئات الداعمة لشيوخ الحلقة. وعبر مجموعة من الحلايقية عن استيائهم من الوضعية التي أصبحت عليها ساحة جامع الفنا، بعد احتلال الفضاء المخصص للحلقة، وعن "تهميشهم من قبل المشرفين على تدبير الشأن المحلي"، رغم مراسلة جل الجهات المسؤولة لإعادة الاعتبار لرجال الفرجة والمتعة بالساحة. وأكدوا في تصريحات ل"المغربية"، أن ساحة جامع الفنا فقدت سحرها وبريقها بعد انقراض الحكواتيين ووفاة عدد من رواد الحلقة وانسحاب آخرين، لصعوبة إيجاد فضاء لممارسة الحلقة. وحمل المحتجون مسؤولية الوضع إلى المجلس الجماعي، مؤكدين على ضرورة إعادة هيكلة ساحة جامع الفنا لاسترجاع بريق الحلقة الذي كانت تنفرد به في السابق، مع الالتفاتة لرواد الحلقة وتكريمهم والعمل على دعمهم، من أجل الحفاظ على طابع الساحة الحضاري وإثراء إرثها الفني، وتفعيل دور الحلقة كأداة تواصل ثقافي وإعلامي واجتماعي. وكانت منظمة اليونسكو كرمت، بمبادرة من مديرية الثقافة بجهة مراكش، عددا من الحكواتيين، وسلمت كل واحد منهم مبلغا ماليا، بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان اليونسكو ساحة جامع الفنا تراثا غير مادي للإنسانية.