قرار والي جهة مراكشآسفي يعني العودة بالساحة إلى سابق عهدها، على عكس الوضع الحالي، الذي ظلت فيه المطاعم المتنقلة وسط الساحة خلال النهار، إذ من شأن هذا القرار أن يغير معالم الساحة، ويمسح هويتها الثقافية والفرجوية، ويحولها إلى مجرد مطعم مفتوح لتقديم المأكولات، بدل ذلك الفضاء التاريخي المعروف بتقديم الفرجة إلى جانب الإطعام والتجارة. وحسب مصادر مطلعة، فإن قائد الملحقة الإدارية جامع الفنا، أبلغ أرباب المطاعم المتنقلة بقرار الوالي، القاضي بإخلاء مطاعمهم المتنقلة من وسط الساحة مباشرة بعد منتصف الليل، إلا أنهم طالبوه بمهلة لإيجاد مكان خاص بإيداع مطاعمهم المتنقلة وأكشاكهم، وهو ما استجاب له ممثل السلطات المحلية بالملحقة الإدارية المذكورة، الذي أمهلهم أسبوعا واحدا. وأضافت المصادر نفسها أن أصحاب المطاعم المتنقلة الجديدة طالبوا السلطات المحلية بإبقاء النموذج الجديد الذي صمم من طرف ولاية جهة مراكش، وسط الساحة مؤقتا في انتظار إيجاد مستودعات لإيداعها، قبل أن يطالبوا بالترخيص لهم بالبقاء وسط الساحة على امتداد الأربع وعشرين ساعة، وتقديم وجبات الفطور والغذاء لزوار الساحة، إلى جانب وجبة العشاء، وهو ما أثار حفيظة باقي تجار الساحة، خاصة تجار السوق الجديد، الذين تضرروا كثيرا من المطاعم المثبتة وسط الساحة، التي تعيق وصول الزبائن إلى محلاتهم. من جهتهم، اعتبر بائعو المأكولات أن مواصلة تقديم الوجبات ليل نهار من شأنه أن يساهم في مضاعفة النشاط التجاري لمجموع الساحة ومحيطها، إلا أن أغلب تجار الساحة نددوا بتحويل ساحة جامع الفنا إلى مطعم مفتوح ليل نهار. وعبر بعض "الحلايقية" عن أسفهم العميق من الوضعية التي أصبحت عليها ساحة جامع الفنا، بعد احتلال الفضاء المخصص للحلقة. وأكدوا في لقاء مع "المغربية"، أن الساحة فقدت سحرها وبريقها بعد انقراض الحكواتيين ووفاة عدد من رواد الحلقة، وانسحاب آخرين لصعوبة إيجاد فضاء لممارسة الحلقة، ما أصبح يقلق المهتمين بالساحة من جمعيات وأدباء وباحثين وشعراء وفنانين، مخافة اندثار التراث الشفوي من ساحة جامع الفنا. وكانت "رابطة الإخلاص لجمعيات الفضاءات التجارية والمهنية" بمنطقة جامع الفنا ومحيطها، نظمت وقفة أمام الملحقة الإدارية لجامع الفنا ضد الفوضى بالساحة، عبر السماح لبائعي المأكولات بترك مطاعمهم المتنقلة في مكانها على امتداد 24 ساعة، تمهيدا للترخيص لهم بتقديم وجبات الفطور والغذاء إلى جانب وجبة العشاء المرخص بها حاليا.