أكد محمد الخطاب، رئيس مصلحة أمراض الدم والسرطان بمستشفى الأطفال بالرباط، في تصريح ل"المغربية"، "أن الأمر يتعلق بدواءين، عبارة عن أقراص طبية، هما "إكس جاد" و"فيريبروكس". وأوضح الاختصاصي في أمراض الدم أن هذه الأدوية "غير متوفرة في كثير من المستشفيات، وقليلة في مستشفيات الرباط والدارالبيضاء"، موضحا أنها "غير متوفرة بمستشفيات القنيطرة والعرائش وطنجة وتطوان ووجدة والحسيمة وفاس ومراكش، بينما تكتسي هذه العلاجات أهمية حيوية بالنسبة إلى حياة المرضى وتهدد حياة الأطفال المصابين". وأضاف أن هذه الأدوية "متوفرة في مختبرات الأدوية، إلا أن التزود بها في المستشفيات يتطلب استيفاء مسطرة خاصة، منها تقديم طلبات العروض لتزويد المستشفيات بها". وتبعا لذلك، تطالب جمعيات المرضى وزارة الصحة باتخاذ "الإجراءات الضرورية لتوفير هذه الأدوية، التي يحتاج إليها المرضى بجرعات تأخذ بشكل يومي، سيما أن داء التلاسيميا من الأمراض التي تؤدي إلى وفيات الأطفال". وافاد الخطاب أن مرض التلاسيميا وراثي، وهو أحد أنواع فقر الدم الخطيرة، يعالج منه حاليا 500 مصاب بالمغرب، استطاعوا تشخيص مرضهم والولوج إلى العلاجات، بينما تشير تقديرات إلى حوالي 4 آلاف إصابة وسط الأطفال، غالبا في عمر 8 سنوات، وأكثرهم حظا يصلون إلى سن العشرين. ينضاف إليهم 500 مصاب بالتلاسيميا الذين يحتاجون إلى الأدوية المذكورة، و300 مريض تحتاج حالتهم الصحية إلى تحاقن بالدم بشكل منتظم، حسب رئيس مصلحة أمراض الدم والسرطان بمستشفى الأطفال في الرباط. وتشير معطيات منظمة الصحة العالمية إلى توفر المغرب على 5 في المائة من الحاملين للجينات المسؤولة عن الإصابة بالداء، إذ توجد عائلات مغربية يحمل اثنان إلى ثلاثة من أبنائها المرض، ويواجهون مشاكل اجتماعية واقتصادية. ويحتاج مرضى التلاسيميا للعلاج بواسطة نقل دم مرة كل 15 يوما، إضافة إلى كلفة شهرية لاقتناء الأدوية الخاصة بخفض نسبة الحديد في دم المصابين. ومن أبرز أعراض مرض "التلاسيما"، شحوب بشرة الطفل، واصفرار في بعض الأحيان، وتأخر في النمو، وضعف في الشهية، وتضخم في الطحال والكبد.