جلب جناح المغرب، الذي جهزه المكتب بشراكة مع الخطوط الملكية المغربية، خلال هذا الحدث الذي استمر يومين، زوارا يمثلون بالأساس متخصصين في تنظيم الأسفار وجمهورا دانماركيا من عشاق السفر واكتشاف تجارب جديدة. ويخصص الدانماركيون، الذي يستفيدون من حوالي ستة أسابيع من العطلة في السنة، حصة مهمة من ميزانيتهم للسفر بمعدل سفرين إلى الخارج في السنة، خاصة خلال فصل الشتاء، ما يجعل منهم زبناء مرغوبين. وحسب المدير الجهوي للمكتب الوطني المغربي للسياحة بالدول الاسكندنافية ودول البلطيق السيد عزيز منيعي، فإن المغرب عازم على مواصلة بل وتحسين حصته في هذه السوق ذات المؤهلات القوية باستراتيجية تتمحور بالأساس حول الترويج والتواصل. وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "هدفنا يتمثل في ضمان برمجة للمغرب متنوعة تأخذ بعين الاعتبار جميع المنتوجات التي تتيحها بلادنا من الثقافية والشاطئية مرورا بسياحة الرياضة والمغامرات". وبعد أن ذكر بأن المكتب الوطني المغربي للسياحة يشارك منذ حوالي خمس سنوات في هذا المغرب، الذي تنظمه المجلة المتخصصة (فاغابون ريتجز)، أول مجلة سياحية في الدانمارك، اشار السيد منيعي إلى أن عدد الفاعلين الذي يتوفرون على برامج تخص المغرب انتقل على مدى السنين من أربعة إلى حوالي أربعين حاليا انطلاقا من الدنمارك. وبخصوص عمليات الترويج والتواصل، أوضح ان استراتيجية المكتب في هذه المنطقة تضم ثلاثة محاور تهم أسفار الإعلام بالنسبة لوسائل الإعلام المتخصصة والصحافة الإلكترونية (المدونون)، وحضورا قويا بالمواقع الاجتماعية من خلال الدعوة إلى مساهمة الدانماركيين سواء المتخصصين أو المواطنين العاديين المقيمين أو الذين يسافرون إلى المغرب لتقديم تجاربهم، فضلا عن حملات التواصل المؤسساتية التي تتطلب استثمارات مهمة سواء في وسائل الإعلام المتخصصة أو لدى الجمهور أو بشكل مشترك مع متعهدي الأسفار للترويج لوجهة المغرب. ويتمثل الهدف قصير المدى في تعزيز حملة الترويج والتواصل بسوق شمال أوروبا والبلطيق، والإنصات لمتعهدي الأسفار الذين يبرمجون الوجهة وإقناع باقي الفاعلين الكبار بالمهنة من قبيل "توما كوك" و"توي" ومتعهدي الأسفار على الانترنيت أكثر أهمية على المستوى المهني، لإدراج المغرب في عروضهم. وبفضل هذه الجهود والتطور المهم الذي عرفه عرض الطيران لشركة الخطوط الملكية المغربية وشركات التكلفة المنخفضة من قبيل "نورويجيان إيرلاينز"، بلغ عدد الزوار الشماليين حوالي 100 ألف سائح سنة 2014. وعلى الرغم من ذلك يبدو أن أرقام هذه السنة سجلت نوعا من الانخفاض تحت تأثير الأحداث التي تعرفها عدد من البلدان العربية، وهو ما يفسر، حسب عدة مهنيين، أهمية مضاعفة جهود التواصل والترويج للتعريف بشكل أفضل بالمغرب ليس فقط على المستوى السياحي، ولكن أيضا إبراز جميع الإنجازات التي جعلت منه اليوم استثناء.