شكلت دورة 2015 للمعرض الدولي للسياحة بهلسنكي (ماتكا)، الذي يعد أكبر تظاهرة في مجال السفر والسياحة بشمال أوروبا ومنطقة البلطيق، فرصة لاستعراض المؤهلات السياحية المغربية. وتم خلال هذا المعرض (من 15 إلى 18 يناير الجاري)، الذي شارك فيه المغرب برواق هام، تسليط الضوء على الغنى الثقافي والطبيعي الذي تزخر به المملكة. وأثارت وجهة المغرب اهتماما كبيرا لدى الآلاف من زوار المعرض الذين حرصوا على اكتشاف المنتجات السياحية الجديدة التي توفرها المملكة. وقد أكدت وكالات الأسفار السياحية ومهنيو السياحة والنقل، ووسائل الإعلام المتخصصة والزوار أن وجهة المغرب تشكل سوقا واعدة بالنسبة لهذه المنطقة من شمال أوروبا. وفي هذا الصدد، قال السيد عزيز منيعي، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه "تبين بعد سنوات عدة من المشاركة في المعرض أن الإقبال على المغرب أصبح قويا". وأوضح أن المكتب الوطني المغربي للسياحة لاحظ وجود طلب متزايد على السفر ليس فقط لأكادير، ومنتجعها الذي يحظى بإقبال كبير من لدن الفنلنديين، بل أيضا على مدن مغربية أخرى مثل مراكش وفاس ومكناس والرباط. وأكد أنه "قبل 20 عاما، كان الفنلنديون يعرفون فقط منتجع أكادير، واليوم يرغبون في اكتشاف مناطق أخرى وخوض تجارب جديدة، خاصة سياحة المغامرات الجبلية أو في الصحراء". وفي هذا الصدد، أشار السيد منيعي إلى أن القرب الجغرافي والاستقرار وتنوع المنتج عوامل تجعل وجهة المملكة قادرة على استقطاب أكبر عدد من السياح الفنلنديين وعلى أن تشكل الوجهة الأكثر جاذبية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأبرز أيضا أن المكتب وضع استراتيجية طموحة للتنافس في هذه السوق، مبرزا أنه تم التمكن من استقطاب أكبر شركة فنلندية من أجل تنظيم الرحلات السياحية إلى المغرب وهي "أورينكوماتكات" التي تستحوذ على نحو 33 بالمائة من السوق وهي جزء من شركة الطيران الفنلندية (فينير). وذكر بأن المكتب يعمل بشراكة مع شركة الطيران الفنلندية (فينير) من أجل تنظيم وتنويع الخطوط الجوية المباشرة والمنتظمة بين فنلندا ومختلف المدن المغربية. وقال إن مخطط عمل المكتب الوطني المغربي للسياحة يطمح أيضا إلى أن يتم انطلاقا من فنلندا فتح سوق البلدان الآسيوية، خاصة أن شركة الطيران الفنلندية تعتبر الوحيدة التي لها الحق في الطيران فوق سيبيريا، وتضمن التواصل السريع بين أوروبا وآسيا، مضيفا أنه "في هذه الحالة فإن جميع الوجهات الآسيوية ستكون أقرب من المغرب بنحو 3 إلى 4 ساعات". من جهة أخرى، أشار إلى أن سكان بلدان الشمال الأوروبي يعتبرون أن السفر إلى الخارج مسألة أساسية، وذلك بسبب على الخصوص قساوة المناخ في المنطقة خلال فصل الشتاء، مضيفا أن نحو ثلثي سكان بلدان المنطقة يسافرون على الأقل مرة واحدة إلى الخارج كل سنة. وشكل المعرض الدولي للسياحة بهلسنكي فرصة لوفد من متعهدي الرحلات السياحية قادمين من أكاديرومراكش من أجل التواصل مع مهنيي قطاع السياحة والسفر في بلدان شمال أوروبا، بهدف جذب المزيد من السياح إلى المغرب خلال السنوات المقبلة. وتأتي مشاركة المغرب في هذا المعرض في إطار العمل القائم الرامي إلى استقطاب 100 ألف سائح من بلدان شمال أوروبا في متم سنة 2014. وحسب المنظمين، فإنه من المتوقع أن يكون المعرض، الذي عرف مشاركة نحو 1000 عارض من أكثر من 80 بلدا، قد سجل حضور أكثر من 70 ألف زائر.