يقدم التقرير حقائق ومعلومات حول مستوى الشيخوخة في العالم والصحة العضوية والنفسية للأشخاص المسنين، كما اقترح هيكلة استراتيجية من أجل الأفعال الصحية العمومية، مع قائمة بالخطوات العملية اللاحقة التي يمكن تكييفها لاستخدامها في البلدان في كل مستويات النماء الاقتصادي. وكشف التقرير أن الاضطرابات العصبية النفسية لدى كبار السن مسؤولة عن 6.6 في المائة من مجموع حالات العجز الكلي في هذه الفئة العمرية، وأن حوالي 15 في المائة من البالغين 60 سنة فما فوق يعانون اضطرابا نفسيا. كما أن أكثر من 20 في المائة من الأشخاص المسنين يعانون اضطرابا نفسيا أو عصبيا (ما عدا اضطرابات الصداع) و6.6 في المائة من جميع حالات العجز، والأشخاص في سن 60 سنة أو أكثر معرضون لخطر الإصابة باضطرابات نفسية، أو اضطرابات عصبية، أو مشاكل تعاطي المخدرات، والإصابة بالخرف والاكتئاب، فضلا عن علل صحية أخرى، مثل السكري، وضعف السمع، والفصال العظمي. وتصيب اضطرابات القلق 3.8 في المائة من المسنين، ومشاكل تعاطي المخدرات حوالي 1 في المائة، وحوالي ربع حالات الوفاة الناجمة عن إيذاء النفس تكون بين من هم بأعمار 60 سنة فما فوق، مشاكل تعاطي المواد بين كبار السن غالبا ما يتغاضى عنها أو تشخص بشكل خاطئ. كما سجل التقرير أن كبار السن عرضة للإيذاء الجسدي والجنسي والنفسي والعاطفي والمالي والمادي، والهجر، والإهمال، وفقدان الكرامة والاحترام بشكل كبير، ما يتسبب لهم في مشاكل صحية نفسية وعضوية. ولتجاوز هذه التحديات النفسية والاجتماعية، دعت المنظمة الجهات المسؤولة عن الصحة في دول العالم إلى تلبية الاحتياجات النوعية للمسنين، ومنها تدريب المهنيين الصحيين على رعاية المسن، وتوفير السبل الوقائية ومعالجة الأمراض المزمنة المرتبطة بالسن، بما في ذلك الاضطرابات النفسية والعصبية واضطرابات تعاطي المخدرات، ووضع سياسات مستدامة للرعاية طويلة الأجل والرعاية الملطفة، وتطوير خدمات وأوضاع مواتية للمسنين. كما شدد التقرير على ضرورة وضع استراتيجيات تضمن للمسنين الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل توفير الأمن، والحرية، والسكن اللائق، ووضع برامج تنموية مجتمعية. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تحسين الصحة البدنية والسيكولوجية إلى أبعد حد ممكن، والكشف عن الأعراض السلوكية والسيكولوجية الصعبة، ومعالجتها، وإعداد مقدمي الخدمات الصحية والمجتمعات لتلبية الاحتياجات الصحية الخاصة للمسنين. يشمل ذلك تدريب المهنيين الصحيين على الرعاية الصحية الخاصة بالمسنين، والوقاية من الأمراض المزمنة، التي تظهر مع التقدم في السن وتدبيرها علاجيا، وتصميم سياسات مستديمة في مجالي الرعاية الطويلة الأجل والرعاية الملطّفة، واستحداث خدمات ومرافق تتناسب مع احتياجات المسنين. وترى المنظمة العالمية أنه بتبني الدول لهذه الاستراتيجيات، التي تقدم لها المنظمة دعما، يمكن الرفع من إمكانية ضمان أن يعود هذا التحول العالمي بفوائد على الجميع، مع إمكانية استمرار البلدان في الاستثمار في التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة، وتوقّع عائدات اجتماعية واقتصادية كبيرة لصالح المجتمع بأسره.