قال محمد الكروج، مدير وكالة التنمية الفلاحية، خلال ورشة اختتام المشروع، إن حصيلة مشروع إدماج التغيرات المناخية في تنفيذ مخطط المغرب الأخضر تعتبر "إيجابية"، بعد أربع سنوات من تنفيذه. وأضاف الكروج، خلال الورشة، التي شهدت مشاركة الشركاء التقنيين والماليين المواكبين لمخطط المغرب الأخضر، والمؤسسات الوطنية المعنية بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالمشروع، وأيضا الفلاحين المستفيدين من مختلف مكونات المشروع بالجهات المعنية، إن أزيد من 2500 من الفلاحين المستهدفين اعتمدوا تدابير تمكن من التخفيف من آثار تغير المناخ (الزرع المباشر بدون حرث، والسقي التكميلي، وتجميع مياه الأمطار)، كما استفاد أزيد من 3 آلاف فلاح من دورات تكوينية في مواضيع مرتبطة بهذا المجال، منذ انطلاق هذا المشروع. وأعلن الكروج أن حصيلة المشروع شملت أيضا زراعة 1400 هكتار من البذور المختارة، من بينها 900 هكتار زرعت باستعمال تقنية الزرع المباشر، والاستفادة من تقنية تجميع مياه الأمطار في 1500 هكتار، بينما اعتمدت الممارسات الفلاحية الجيدة في 660 هكتارا. من جهته، أبرز ميكائيل حميض، ممثل البنك الدولي، أن هذا المشروع يندرج في إطار تعزيز التعاون الإيجابي والمتميز بين المغرب والبنك الدولي وصندوق البيئة العالمي، عبر منح هبة مالية للمملكة بقيمة 4.35 ملايين دولار أمريكي خلال الفترة بين 2011 و2015، وكان له تأثير إيجابي على 2500 فلاح مستهدفين. وأوضح أن هبة البنك الدولي في هذا الإطار تتضمن تمويل مكونات إضافية، ترتكز على اعتماد التدابير الملائمة لتغير المناخ، المرتبطة بنشر التقنيات العصرية للتطور الجيني، وتقنيات المحافظة على الماء والتربة، بالإضافة إلى تعميم التقنيات الفلاحية الملائمة لفائدة الفلاحين المستفيدين من تسعة مشاريع ضمن الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، تهم الخمس جهات السابقة، الشاوية ورديغة، والرباط سلا زمور زعير، وتادلة أزيلال، ودكالة عبدة، والغرب الشراردة بني حسن. وأوضح أن هذا المشروع يعتبر نموذجا لتعميم هذه التدابير بالمناطق المعنية، على أن تشمل لاحقا باقي المناطق الأخرى من المغرب، من أجل الاستفادة المثلى من نتائجها، مذكرا أن إدماج تغير المناخ في تنفيذ مخطط المغرب الأخضر يهدف إلى تعزيز اعتماد التدابير الملائمة لتغير المناخ ضمن الاستراتيجية الوطنية الفلاحية لمخطط المغرب الأخضر، من أجل تحسين قدرات القطاع الفلاحي على مواجهة تغيرات المناخ. واعتبر أن المشروع يشكل ابتكارا حقيقيا، وساهم في تنزيل التدابير الرامية للتخفيف من تأثير تغير المناخ على القطاع الفلاحي، وفي مساعدة الفلاحين على الاستفادة المثلى من زراعته، والحفاظ على الموارد الطبيعية في إطار رؤية مستدامة تحترم البيئة. تجدر الإشارة إلى أن تدابير التكيف مع التغير المناخي، الموصى بها كمحاور للتدخل في هذا البرنامج، تهم زراعات وأصنافا مطورة وبذورا معتمدة، والزرع المباشر، وتعديلات في تواريخ الزرع أو كثافة الزرع، فضلا عن الري التكميلي، وجمع مياه الأمطار، وممارسة فلاحية جيدة.