أكدت وكالة التنمية الفلاحية، خلال ورشة عمل حول إدماج تغير المناخ في تنفيذ مخطط المغرب الأخضر،أن أزيد من 1000 من صغار الفلاحين اعتمدوا تدابير تمكن من التخفيف من آثار تغير المناخ (الزرع المباشر بدون حرث-، السقي التكميلي، تجميع مياه الأمطار)، في حين استفاد أزيد من 1500 فلاح من دورات تكوينية في عدة مواضيع مرتبطة بهذا المجال. ومن جهتها، سجلت رئيسة قسم المانحين الدوليين بوكالة التنمية الفلاحية سناء لحمامي، خلال هذه الورشة التي تروم الوقوف على النتائج المحققة للمشروع بعد عامين من انطلاقه، أنه بعد عامين من انطلاق هذا المشروع تمت زراعة 1400 هكتار من البذور المختارة، من بينها 900 هكتار تمت زراعتها باستعمال تقنية الزرع المباشر، فيما تمت الاستفادة من تقنية تجميع مياه الأمطار بالنسبة ل760 هكتارا، بينما اعتمدت الممارسات الفلاحية الجيدة في 560 هكتارا. وفي هذا الصدد، أشاد ممثل وكالة التنمية الفلاحية سعيد فكروش، في مداخلة له خلال هذه الورشة التي تنظمها الوكالة على مدى يومين بشراكة مع صندوق البيئة العالمي، بالنتائج «المشجعة» للمشروع، وكذا الانخراط القوي الذي أبان عنه صغار الفلاحين، مؤكدا أن السنوات الأولى لتنفيذ هذا المشروع لفائدة الفلاحة المستدامة التضامنية وللفلاحين الصغار، أفضت إلى نتائج مرضية، ومن شأنها أن تسمح بإدخال إصلاحات التأقلم الضرورية. من جانبه، اعتبر ممثل صندوق البيئة العالمي رشيد فيرادي أن هذا المشروع يعد مثالا جيدا للتعاون بين قطاع البيئة ووزارة الفلاحة، التي تدمج قضايا المناخ في التخطيط الاستراتيجي للقطاعات الفلاحية من خلال الاستعمال الأمثل للتقنيات التي تتكيف مع التغيرات المناخية. ومن جهته، أشاد ممثل البنك العالمي محمد المدور بتنظيم هذه الورشة التي تشكل «مرحلة هامة للغاية لتقييم مدى ملاءمة الأهداف مع الأنشطة والنتائج التي حققها مشروع إدماج تغير المناخ في تنفيذ مخطط المغرب الأخضر، بما يسمح بإدخال التعديلات المناسبة». وأشار إلى أن هذا المشروع رفع قدرة الاقتصاد على مواجهة الآثار السيئة لتغير المناخ الذي بات يخلق مزيدا من الفجوة بين الفلاحة الموجهة للتجارة وتلك المرتبطة بتوفير لقمة العيش. يذكر أن مشروع إدماج تغير المناخ في تنفيذ مخطط المغرب الأخضر يهدف إلى تعزيز اعتماد التدابير الملائمة لتغير المناخ ضمن الاستراتيجية الوطنية الفلاحية لمخطط المغرب الأخضر من أجل تحسين قدرات القطاع الفلاحي على مواجهة تغيرات المناخ. كما ينخرط هذا المشروع في إطار تعزيز التعاون الإيجابي والمتميز بين المملكة المغربية والبنك الدولي وصندوق البيئة العالمي عبر منح هبة مالية للمملكة بقيمة 4.35 مليون دولار خلال الفترة الممتدة ما بين 2011 و2015. وتتكفل هذه الهبة بتمويل مكونات إضافية ترتكز أساسا على اعتماد التدابير الملائمة لتغير المناخ والمرتبطة بنشر التقنيات العصرية للتطور الجيني، وكذا تقنيات المحافظة على الماء والتربة، بالإضافة إلى تعميم التقنيات الفلاحية الملائمة، لفائدة الفلاحين المستفيدين من 9 مشاريع ضمن الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر في خمس جهات هي الشاوية ورديغة، والرباط سلا زمور زعير، وتادلة أزيلال، ودكالة عبدة، والغرب الشراردة بني حسن. ويعتبر هذا المشروع نموذجا لتعميم هذه التدابير بالمناطق المعنية، على أن تشمل لاحقا باقي مناطق المملكة من أجل استفادة مثلى من نتائجها. كما سيساهم المشروع، الذي يشكل ابتكارا حقيقيا، في تنزيل التدابير الرامية للتخفيف من تأثير تغير المناخ على القطاع الفلاحي، وفي مساعدة الفلاحين على الاستفادة المثلى من زراعتهم والحفاظ على الموارد الطبيعية في إطار رؤية مستدامة وتحترم البيئة. وتشكل الورشة فرصة لمناقشة النتائج الإيجابية المسجلة على مستوى مجموع الأنشطة والتدخلات المدرجة ضمن المشروع، إلى جانب التدابير الواجب اتخاذها من أجل تدعيم هذه النتائج خلال السنتين المقبلتين لتنفيذ المشروع. ويشارك في هذا اللقاء الشركاء التقنيون والماليون المواكبون لمخطط المغرب الأخضر والمؤسسات الوطنية المعنية بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالمشروع، وأيضا الفلاحين المستفيدين من مختلف مكونات المشروع بالجهات المعنية.