نظمت وكالة التنمية الفلاحية بشراكة مع البنك الدولي وصندوق البيئة العالمي يومي 8و9 أكتوبر 2013 بالرباط، ورشة عمل حول إدماج تغير المناخ في تنفيذ مخطط المغرب الأخضر بهدف الوقوف على النتائج المحققة للمشروع بعد عامين من انطلاقه. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز اعتماد التدابير الملائمة لتغير المناخ ضمن الاستراتيجية الوطنية الفلاحية لمخطط المغرب الأخضر، من أجل تحسين قدرات القطاع الفلاحي على مواجهة تغيرات المناخ. كما ينخرط هذا المشروع في إطار تعزيز التعاون الإيجابي و المتميز بين المملكة المغربية والبنك الدولي وصندوق البيئة العالمي، عبر منح هبة مالية للمملكة بقيمة 4.35 مليون دولار أمريكي خلال الفترة الممتدة بين 2011 و 2015. وتتضمن هذه الهبة تمويل مكونات إضافية ترتكز بالأساس على اعتماد التدابير الملائمة لتغير المناخ والمرتبطة بنشر التقنيات العصرية للتطور الجيني، وكذلك تقنيات المحافظة على الماء والتربة بالإضافة إلى تعميم التقنيات الفلاحية الملائمة، لفائدة الفلاحين المستفيدين من 9 مشاريع ضمن الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر تهم خمس جهات وهي : الشاوية ورديغة والرباط سلا زمور زعير وتادلة أزيلال ودكالة عبدة والغرب الشراردة بني حسن. ويعتبر هذا المشروع نموذجا لتعميم هذه التدابير بالمناطق المعنية، على أن تشمل لاحقا باقي المناطق الأخرى من المغرب من أجل الاستفادة المثلى من نتائجها. وسجل هذا المشروع بعد سنتين على انطلاقه، نتائج جد مشجعة من خلال الانخراط القوي لصغار الفلاحين، الذين اعتمدوا تدابير تمكن من التخفيف من آثار تغير المناخ هم أزيد من 1000 ضيعة فلاحية (الزرع المباشر (بدون حرث)، السقي التكميلي، تجميع مياه الأمطار...)، كما استفاد أزيد من 1500 فلاح من دورات تكوينية في عدة مواضيع مرتبطة بهذا المجال. وسيساهم هذا المشروع، الذي يشكل ابتكارا حقيقيا، في مجال تنزيل التدابير والإجراءات الهادفة للتخفيف من تأثير تغير المناخ على القطاع الفلاحي، في مساعدة الفلاحين على الاستفادة المثلى من زراعتهم والمساهمة في المحافظة على الموارد الطبيعية في إطار رؤية مستدامة ومحترمة للبيئة، كما أكد على ذلك ممثل وكالة التنمية الفلاحية في كلمته الافتتاحية حيث أشار إلى «ضرورة الانتقال من مرحلة الاعداد وتحديد إطار التدخل إلى مرحلة الإنجاز و تنزيل المشروع على أرض الواقع». وقد تميزت هذه الورشة التي انعقدت بالرباط بحضور الشركاء التقنيين والماليين المواكبين لمخطط المغرب الأخضر وكذلك المؤسسات الوطنية المعنية بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالمشروع، بالإضافة إلى المستفيدين من مختلف مكونات المشروع بالجهات المعنية. وقد شكلت هذه الورشة مناسبة لمناقشة النتائج الإيجابية المسجلة على مستوى مجموع الأنشطة والتدخلات المندرجة ضمن المشروع، بالإضافة إلى التدابير الواجب اتخاذها من أجل تدعيم هذه النتائج خلال السنتين المقبلتين لإنجاز المشروع.