مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي يستعرض التجربة المغربية في تطوير إنتاج الحبوب تابع خبراء في مجال الزراعة يشاركون في الاجتماع المنعقد، أول أمس السبت، بالعاصمة التونسية، للجنة التوجيهية الخاصة بمشروع «تعزيز الأمن الغذائي بالدول العربية»، عرضا تناول التجربة المغربية في مجال تطوير أساليب إنتاج الحبوب وتحقيق الأمن الغذائي. وتناول هذا العرض، الذي قدمه مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، محمد بدراوي، المراحل التي قطعها المشروع بالنسبة للمغرب، والنتائج التي حصل عليها في مجال الرفع من إنتاجية القمح، وذلك عبر تبني وتعميم طرق الإنتاج الملائمة والأكثر نجاعة. يذكر أن مشروع «تعزيز الأمن الغذائي بالدول العربية»، الذي يجري تنفيذه مند 2010، في 5 بلدان عربية هي، بالإضافة إلى المغرب، تونس ومصر وسوريا والسودان، قبل أن تنضاف لها مؤخرا الأردن واليمن، يهدف إلى تطوير أساليب زراعة الحبوب في هذه البلدان باستعمال أساليب مبتكرة لمضاعفة الإنتاجية والرفع من مستوى الجودة. وأبرز المسؤول المغربي أن المملكة، لتحقيق هذا الهدف، وضعت خطة عمل تشاركية بين مراكز البحوث وأصحاب القرار السياسي والإرشاد الفلاحي والتنظيمات الفلاحية والمجتمع المدني والمزارعين، حددت كهدف لها زيادة إنتاج القمح وغيره من الحبوب الرئيسية، وذلك من خلال تطوير وترويج أصناف محسنة وحماية النظم والممارسات الزراعية والاستخدام الفعال لموارد المياه الشحيحة، مع استعمال التقنيات المتطورة الملائمة للمحيط. وأبرز أن هذه العمليات مكنت خلال الموسم الأول للخطة من ضمان اندماج و تكامل بين مكونات المشروع والبرامج الجهوية للتنمية الفلاحية في إطار مخطط المغرب الأخضر، الذي يروم تحقيق الأمن الغذائي على الصعيد الوطني والرفع من الإنتاجية. وبعد أن أشار إلى اختيار جهتي الشاوية، ذات الزراعة المطرية، وتادلة المعروفة بالزراعة المروية، لتنفيذ المشروع، نظرا لما لهما من مكانة رائدة في إنتاج القمح والبذور على الصعيد الوطني، أوضح أنه من بين النتائح المحققة من خلال هذه التجربة، الحصول على أصناف جديدة من القمح ذات إنتاجية عالية ومكننة الزراعة المبكرة والمحاربة المبكرة للأعشاب الضارة والأمراض. وقال إنه تم أيضا القيام بعملية تسميد معقلن وزرع مباشر، مما يساعد على المحافظة على الموارد الطبيعية وعلى البيئة، بالإضافة إلى ما تحققه من نجاعة عالية في استعمال الماء تحت ظروف الزراعة المطرية والري التكميلي. وأوضح مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي أن هذه التجربة مرشحة لكي تحقق جملة من النتائج أهمها تحسين إنتاجية و مردودية القمح وجودته بالنسبة للنظم الزراعية المطرية والمروية، التي تعتمد على زراعة القمح كمحصول رئيسي مع الرفع من النجاعة الاقتصادية والتقنية لطرق الإنتاج. وأشار إلى أن إدخال حزم من التقنيات الملائمة وذات النجاعة الاقتصادية والبيئية المرتفعة، من شأنه أن يحقق النتائج المرجوة من هذا المشروع، الذي يرمي أيضا إلى توطيد علاقات التعاون المؤسساتية بين الفاعلين الميدانيين من أجل دعم الأمن الغذائي عبر تقوية سلاسل إنتاج حبوب القمح و البذور المختارة، فضلا عن دعم القدرات العلمية والتقنية لدى الباحثين والأطر الشابة العاملة في المشروع، وكذا لدى المزارعين. يذكر أن هذا المشروع، الذي يساهم في تمويله عدد من صناديق التمويل العربية بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، يتم انجازه بشراكة مع المركز الدولي للأبحاث الزراعية (إيكاردا) والعديد من الشركاء المحليين من بنهم المراكز الجهوية للبحث الزراعي بسطات وتادلة ووكالة التنمية الفلاحية ومديرية سلاسل الإنتاج ومديرية التعليم والبحث والتنمية والتكوين بوزارة الفلاحة.