أشارت هذه الدراسة، التي اعتمد في إنجازها على مكتب مستقل للدراسات، إلى أن 50ر87 في المائة من المستفيدين بدواوير وأحياء إقليم النواصر المستهدفة عبروا عن رضاهم وارتياحهم لطبيعة البنايات المنجزة في ظل هذه المبادرة الملكية، سواء من حيث جاذبيتها وشكل تهيئتها وكيفية الولوج إليها. وفي هذا الشأن، أقر 36ر96 في المائة من مجموع الفئات المستهدفة بأن بنايات المراكز سهلة الولوج، فيما عبر 50ر85 في المائة من المستفيدين عن جاذبية هذه المراكز فضلا عن اعتراف 67ر66 في المائة بحسن الاستقبال والخدمات التي تسديها الهياكل الاجتماعية. وشملت هذه الدراسة عينة مكونة من 40 فاعلا محليا و157 مستفيد ومستفيدة من نحو 10 في المائة من المشاريع المنجزة خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و2014 والبالغ عددها الإجمالي 375 مشروعا. وذلك سواء عبر اللقاءات المباشرة أو عن طريق الاستمارات حيث تمت في ذلك مراعاة عدة عوامل منها خصوصية المشاريع (البنيات التحتية والخدمات الأساسية والصحة والتعليم ومحو الأمية والتكوين المهني والحرفي والتنمية الاجتماعية والتعليم الأولي والرياضة والأنشطة المدرة للدخل). كما همت هذه الدراسة، التي شملت هذا الإقليم حديث العهد في 2003، سلسلة من الزيارات الميدانية لنحو 55 مشروعا تم الوقف من خلالها على الأثر التي خلفته البنيات التحتية ومستوى الخدمات العمومية المقدمة على سلوكيات ونمط عيش ساكنة إقليم النواصر والتي بلغ عددها وفق الإحصاء العام للسكان والسكنى برسم سنة 2014 ما مجموعه 333 ألف و604 نسمة موزعين على 76 ألف و711 أسرة، نحو 84 في المائة منهن بالوسط الحضري. يذكر أن التكلفة الإجمالية للمشاريع المنجزة بالإقليم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بلغت، خلال العشرية الأولى، 245 مليون و487 ألف و697 درهم، ساهم صندوق المبادرة بنسبة تناهز 65 في المائة كرافعة لجلب المزيد من الموارد الإضافية من الشركاء المعنين الذين تكفلوا بالنسبة المتبقية. وهمت هذه المشاريع التنموية المتنوعة كلا من برنامج محاربة الإقصاء بالمجال الحضري (184 مشروعا) والبرنامج الأفقي (144 مشروعا) وبرنامج محاربة الهشاشة والتهميش (45 مشروعا) فضلا عن مشروعين آخرين لمحاربة الفقر في العالم القروي. وفيما يخص تقسيم هذه المشاريع حسب المجال الجغرافي فمعظمها تمركزت بالنفوذ الترابي للجماعة الحضرية لدار بوعزة التي استفادت من 119 مشروعا متبوعة بالجماعة القروية لأولاد صالح التي انجز بها 79 مشروعا والجماعة الحضرية لبوسكورة التي حظيت 74 مشروعا. وخلصت الدراسة إلى أن من بين الآثار العامة التي خلفتها مشاريع المبادرة بإقليم النواصر إرساء وترسيخ ثقافة المشاركة والرفع من دينامية النسيج الجمعوي وإدماج المواطن في الدورة الاقتصادية وتسليحه بقواعد الحكامة، فضلا عن المساهمة في تطوير القدرات البشرية على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتعزيز الشبكة المؤسساتية الإقليمية الضامنة للولوج إلى الخدمات من خلال بناء وتجهيز وتدبير مركبات اجتماعية للقرب ومؤسسات للرعاية الاجتماعية ووحدات صحية ومرافق رياضية وترفيهية وشبابية ونسوية.