سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات تحول الشوارع والأزقة إلى 'مزابل' أكوام من الأوراق والمناشير في اللحظات الأخيرة من الحملة
مواطن: مرشحون يساهمون في تلويث الفضاء العام بدل تنظيفه
عاينت "المغربية"، مساء أول أمس الثلاثاء، في عدد من شوارع وأزقة مقاطعة سيدي مومن بعمالة البرنوصي في الدارالبيضاء، حملات مكثفة لأعوان مرشحين بالمنطقة من ألوان حزبية مختلفة، وهم يتسابقون إلى توزيع أوراق مرشحيهم على أكبر عدد من المواطنين والمنازل، بل منهم من حاول التخلص من كميات الأوراق برمي عدد مهم منها في بعض الأزقة، أو التخلي عنها عند أبواب المنازل والعمارات التي يقصدونها، ما خلف تذمرا في نفوس العديد من المواطنين، الذين استنكروا مثل هاته السلوكات، التي ترفع من أكوام الأزبال، وتحتاج إلى جهد مضاعف من أجل جمعها وتنظيف الشوارع منها. وكما لهذا التسابق المحموم إيجابياته لصالح دعم المرشحين، يتضح جليا أن له سلبياته الجمة على وضعية هذه الأحياء والأزقة، إذ في وقت كانت تنتظر هذه الأماكن أن يقوم هؤلاء المرشحون بتنظيفها وتهيئتها بشكل لائق، يحيلها هذا التسابق المحموم ومحاولة توزيع أكبر عدد ممكن منها دلالة على الحضور القوي إلى "مزبلة انتخابية" بامتياز. ودعا يونس، شاب من قاطني سيدي مومن، المرشحين إلى التحلي بروح المسؤولية، والتعامل بعقلانية خلال حملاتهم الانتخابية، من خلال العمل على تأطير مساعديهم في هاته الحملات، وتوجيههم للعمل بمسؤولية مع توزيع الأوراق الدعائية، وتجنب التخلص منها بشكل عشوائي في الأحياء والأزقة التي هي في غنى عن المزيد من النفايات. وتأسف يونس للكم الهائل من الأوراق الدعائية المتناثرة في العديد من الأزقة والأحياء، التي تمر منها قوافل الحملات الانتخابية. وقال مواطن آخر "في التجربة الانتخابية السابقة، عاين الجميع كيف تحولت العديد من الشوارع والأزقة، خلال وبعد نهاية الحملة مباشرة، إلى مزابل تملأها الأوراق الانتخابية، وأصبحت الأوراق الانتخابية بأحجام وألوان مختلفة تتكدس في الأزقة والشوارع، وقضى عمال النظافة أياما في تنظيفها، وجمع هذه الأوراق الدعائية التي كلفت عميلة طبعها ميزانية مهمة، من أجل تلويث الشوارع بها". وأضاف المصدر ذاته أن دائرة تضرر الأحياء والأزقة من المناشير الانتخابية تتوسع، عندما تسند الأمور إلى غير أهلها، إذ أن بعض المرشحين، الذين يكلفون شبابا ومعاونين آخرين بتوزيع هذه الأوراق على سكان الدائرة الانتخابية، يخطئون صيدهم، ويدفع هؤلاء المكلفون حب التخلص من أكبر عدد ممكن من المطبوعات، ليثبتوا أنهم قاموا بعمل حسن، إلى تسليم الأوراق الدعائية لأي شخص يصادفونه في طريقهم، حتى إن العديد ممن قادتهم الصدف إلى هذا الحي لقضاء غرض ما، يحصلون على ورقة لمرشح خارج دائرتهم الانتخابية، وبالتالي، سرعان ما يتخلص الكثير من المواطنين من هذه الورقة بتكويرها ورميها، أو تمزيقها إلى أجزاء. وتتزايد أكوام الأزبال الناجمة عن الحملة الانتخابية عند دنو مرحلة الحسم، إذ يعمد الكثير من المرشحين إلى تنظيم كرنفال انتخابي يسير بين أزقة وشوارع دوائرهم الانتخابية، قبل نهاية الحملة الانتخابية، يعمل خلاله مساعدوهم على رمي الأوراق الانتخابية بغزارة في الشوارع.