لم يكن ثمة ما يربك راحة المصطافين، فهناك انتظام واستقرار، إذ يتوزع هؤلاء على نقاط مختلفة من رقعة اليابسة، جعلت مشهد الشاطئ المكتظ بالمصطافين يكشف عن ذروة الإقبال عليه، بينما كانت مساحة أخرى مقسمة لفائدة المقاهي والمطاعم، عززت الخدمات التي يحتاجها المصطافون بقلب الشاطئ دون التنقل بعيدا عنه. يعج شاطئ مانسمان بالناس منذ الصباح الباكر، أما من يتوافدون عليه في الظهيرة، فكانوا يتفحصون الأرجاء بحثا عن أماكن شاغرة، تتلاءم واختياراتهم. على امتداد الشاطئ، زرعت المظلات الشمسية من قبل المصطافين، تاركين بينها مسافات متباعدة، فيما أسندوا حاجياتهم عليها، وتبعثرت على الرمال بعض أغراض أطفالهم، في مشهد يعبر عن انسجام مع أجواء الشاطئ. أما الرقعة التي تتقاذف عليها أمواج البحر، فتغص بالشباب، الذين يمارسون كرة المضرب وكرة القدم، وفي أجزاء أخرى منها، أطفال يشيدون تشكيلات من الرمال المبللة، وفق تصورات طفولية، وفي كل مكان بالشاطئ ثلة من الناس، يتمتعون بالسير على حافة المياه الجارية استمتاعا برذاذ الأمواج المتتالية. أصوات الموسيقى تدوي بقوة عبر مكبرات الصوت المثبتة على واجهات المقاهي، فيما نصبت لوحات إشهارية زينت المشهد العام للشاطئ وهو يستقبل عبر بوابته الرئيسية وافدين كل لحظة. الجميع هنا يحرص على ارتداء ملابس تتوافق وحدة الحرارة، التي قادت البعض إلى المكوث لحظات طويلة في أحضان المياه. أما أصحاب "البراسولات" فكانوا يتسابقون ويتهافتون على الوافدين لإقناعهم بكراء إحدى المظلات، معبرين بالقول "مظلة في نقطة مقابلة للبحر وبعيدا عن الزحام". لا وجود لضوضاء بفعل الاكتظاظ وزعيق السيارات بشاطئ مانسمان، فبمجرد وصول الوافدين إليه، يكتشفون الهدوء الخاص بهذا الشاطئ بعد أن ساعد التزام المصطافين بنظامه على أن يكون متميزا، في سياق التحسينات التي أجريت عليه بعد تهيئته ببعض المرافق، وتجنيد عمال النظافة لجمع النفايات ووضع أكياس خاصة بها في كل نقطة بالبساط الرملي، ليزداد تميز الشاطئ الملائم للاستجمام والاصطياف.