ينتهي اصطياف الكثيرين قبل غروب الشمس، ليمضوا نحو محطة "الترامواي" التي تشكل نقطة التقاء بين جميع المصطافين، ليتجمهروا أمام "آلة التذاكر" محاولين نيل فرصة الحجز مع قليل من التدافع بينهم. أطراف "كورنيش" عين الذئاب" تغص بالوافدين والمصطافين، وحين تحاول السيارات مواصلة السير في الشوارع، تضطر بين اللحظة والأخرى للتوقف إلى حين عبور حشد من الناس نحو محطة "الترامواي"، فالإقبال الواضح على المنطقة خلال الصيف، يحتم على الكثيرين التأقلم مع الاكتظاظ في كل الاتجاهات. فالأزقة التي تحاذي "الكورنيش" والمؤدية إلى فيلات سكنية، تكون في غالب الأحيان ساكنة وهادئة، بدورها لا تخلو هذه المرة من الناس بعد أن يقرر البعض في شكل جماعات متابعة السير مشيا في اتجاه أحياء شعبية قريبة من المنطقة. وافدون من كل مكان مشهد الناس وهم يمضون في كل الاتجاهات والممرات يرصد أن منطقة "عين الذئاب"، وجهة للبيضاويين القادمين من مختلف أحياء الدارالبيضاء، خاصة بعد تحسين بنيتها التحية، وإنشاء المركز التجاري "موروكو مول"، وإنشاء جسر يقود إلى ضريح "سيدي عبد الرحمان"، بموازاة مع تجديد هيكلة حديقة "سندباد"، المزمع انطلاقها بعد أيام، ليصبح "الترامواي" وسيلة نقل أساسية اختزلت المسافات وسهلت ارتيادها، بعدما ربطت الأحياء البعيدة بمنطقة "عين الذئاب". فمسار "الترامواي" نحو منطقة عين الذئاب بدءا من منطقة سيدي مومن خلق فرصا للعديد من الناس بأن يترددوا عليها، مع الشعور بالاطمئنان، إذ التنقل عبر المواصلات لم يعد حكرا على "الطاكسيات" و"الحافلات" التي كان يتدافع نحوها الجميع، ليتحمل الكثيرون عبء التزاحم والانتظار. و أثناء التجول بين أرجاء "عين الذئاب" يتضح أن الوافدين من الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء متعطشون لاكتشاف عوالم منطقة "عين الذئاب"، نساء رفقة أطفالهن يعبرن عن تجاوبهن مع أجواء المنطقة، بالسير مسافات على شكل جماعات، وأطفالهن يركضون بمحاذاتهن على نحو يشوش على المارة. كما بدا أن بعض الوافدين معجبون بالأجواء الساحلية للمنطقة، إذ يلقون نظرات مشدودة نحو مشهد البحر الذي تتقاذف أمواجه على التوالي، بينما بدا آخرون أنهم مهتمين لأمر المقاهي والمطاعم المتراصة على الجنبات، غير أن امتلاءها بشكل كبير، يقلص الفرص لدى البعض لولوجها. حراس الأرصفة وجدوا في الإقبال على شاطئ "عين الذئاب" فرصة سانحة، لتعويض حاجتهم إلى مدخول يومي، ليتوزعوا على طول الشوارع والطرقات المؤدية إلى الشاطئ، في محاولة منهم لتنظيم حركة السير بتوجيه السائقين إلى الأماكن الشاغرة وإن كان العثور عليها يستدعي التوقف لحظات إلى حين مغادرة آخرين للفضاء. بدافع الاصطياف حشد من الناس يقبل على منطقة "عين الذئاب" خلال هذه الأيام، في محاولة للاستمتاع بالأجواء الصيفية تحت وقع عذوبة مياه البحر، والبعض الآخر، يفضل صرف الوقت في الفسحة والتنقل بين المرافق للترويح عن النفس. في "كورنيش" "عين الذئاب"، يجد الناس مجالا واسعا للترجل ساعات إما أفرادا أو جماعات، خاصة أن التهيئة الجديدة لأرضية "الكورنيش"، ساعدت على أن يمضي بعض الناس على مهل وتأن مستمتعين باللحظات التي أرادوا لها أن تكون ممتعة في خضم الأجواء الصيفية. إمعان النظر في فضاء "الكورنيش" يوحي بأن جميع البيضاويين نزحوا إلى المنطقة، بعد أن تتجلى تلك الجماهير الموزعة في كل الاتجاهات، المقاهي المتراصة تعج بالزبناء، والممرات تغص بالراجلين، فيما الشوارع مكتظة بالسيارات التي تسير ببطء، بعد أن ضيقت عليها المساحة السيارات المركونة على الجوانب. متعة الاستجمام على امتداد الشريط الساحلي بعين الذئاب، قد يتعذر على الكثيرين إيجاد مكان مناسب للاستجمام المريح، حين يمتلئ الشاطئ بالمظلات الشمسية المزروعة في مساحات متقاربة، ويستقبل بكل مداخله كل لحظة أفواجا من الوافدين، ليكون الإقبال كبيرا حتى على المقاهي التي امتدت كراسيها على رقعة كبيرة بالشاطئ تزيد من ضيق المساحات الشاغرة. أما مياه البحر فبدا المصطافون أكثر تجاوبا مع عذوبتها المنسابة في تموجاتها، في حين كان الناس محملين بأغراضهم، أما الكراسي المصفوفة على بساط الرمال فالطلب عليها واضح من خلال امتدادها على طول الشريط الساحلي، فالهدف الذي كان يجذب الزوار إلى شاطئ "عين الذئاب" كان يتوحد في إيجاد متنفس للترويح عن النفس ويلغي الشعور بالضجر والروتين اليومي. كان بعض المصطافين يتفاعلون مع تقلبات أمواج البحر، لتتقدم مجموعات صغيرة نحو العمق قصد خوض مغامرة التحدي مع المياه، ليحدث تقدمهم دوي صافرات حراس الشواطئ، لمنعهم عن مواصلة الغوص بعيدا عن شريط الشاطئ. إقبال متزايد كلما مضى الوقت خلال اليوم الواحد، كلما تزيد عدد الوافدين باضطراد ، الكل تثيره فكرة الاستجمام بمنطقة عين الذئاب، سواء بالسباحة في مياه البحر المتدفقة، أو الجلوس في الرمال، أو المشي على جنبات الشاطئ، أو زيارة ضريح سدي عبد الرحمان، أو التجول في أرجاء موركومول والتبضع، وحراس الأرصفة وجدوا في الإقبال على شاطئ ّ عين الذئاب" في فصل الصيف فرصة سانحة، لتعويض حاجتهم إلى مدخول يومي، ليتوزعوا على طول الشوارع والطرقات المؤية ، في محاولة منهم لتنظيم حركة السير بتوجيه السائقين إلى الأماكن الشاغرة وإن كان العثور عليها يستدعي التوقف لحظات إلى حين مغادرة آخرين للفضاء. في خضم زحام السيارات التي كانت تتقدم ببطء شديد، كان المترجلون يخترقون الفجوات بينها قصد اختزال المسافة، فيما كان الحراس يمنعون بعض الناس من العبور أمام مرآب السيارات، لتسهيل عملية مرورها، بعدما تقاطع اتجاهها مع اتجاه السيارات المتدفقة من الطرقات الأخرى، على نحو خلق ضجيجا عارما وارتباكا كبيرا في حركة السير. فرصة الرجوع حينما تبدأ الشمس بالغروب، يشرع الناس في جمع الأغراض والحاجيات، ليغادروا الرمال على شكل جماعات وصفوف نحو محطة "الترامواي"، إذ كان عليهم إسراع الخطى، فأي تأخير سيكلف صاحبه الانتظار وقتا طويلا لحجز التذكرة، فجميع المصطافين يهدفون إلى نيل فرصتهم بمقعد في "الترامواي" وهذا مطمح صعب في هذه الحالة، التي تتسم بالاكتظاظ الغالب على المنظر العام ل"الكورنيش"، ولأن البعض يقطن في أحياء بعيدة مثل "سيدي مومن" وحي"التشارك"، لم يكن لينسحبوا رغم الاكتظاظ الحاصل بفعل شدة الزحام وارتفاع الطلب على جميع المواصلات.