ينتهي اصطياف الكثيرين قبل غروب الشمس، ليمضوا نحو محطة "الترامواي" التي تشكل نقطة لقاء بين جميع المصطافين، ليتجمهروا أمام "آلة التذاكر" محاولين نيل فرصة الحجز مع قليل من التدافع بينهم. أطراف "كورنيش" عين الذياب" تغص بالوافدين والمصطافين، وحين تحاول السيارات مواصلة السير في الشوارع، تضطر بين لحظة وأخرى للتوقف إلى حين عبور حشد من الناس نحو محطة "الترامواي"، فالإقبال الكبير على المنطقة خلال الصيف، يحتم على الكثيرين التأقلم مع الاكتظاظ في كل الاتجاهات. الأزقة بمحاذاة "الكورنيش"، المؤدية إلى فيلات سكنية يطبعها في غالب الأحيان السكون والهدوء، لكنها الآن لا تخلو من الناس بعد أن يقرر البعض في شكل جماعات متابعة السير مشيا في اتجاه أحياء شعبية قريبة من المنطقة. مشهد الناس وهم يمضون في كل الاتجاهات والممرات، يعني أن منطقة "عين الذياب" وجهة للبيضاويين المتحدرين من مختلف أحياء المدينة، خاصة بعد تحسين بنيتها التحيتة، وإنشاء المركز التجاري "موركو مول"، وإنشاء جسر يقود إلى ضريح سيدي عبد الرحمان، بموازاة مع تجديد هيكلة حديقة "سندباد"، المقرر فتحها بعد أيام، ليصبح "الترامواي" وسيلة نقل أساسية اختزلت المسافات وسهلت ارتيادها، بعدما ربطت الأحياء البعيدة ومنطقة "عين الذياب". فمسار "الترامواي" نحو منطقة عين الذياب بدءا من منطقة سيدي مومن خلق فرصا للعديد من الناس بأن يترددوا عليها، مع الشعور بالاطمئنان بأن التنقل عبر المواصلات لم يعد حكرا على "الطاكسيات" و"الطوبيسات" التي يتدافع نحوها الجميع، ليتحمل الكثيرون عبء التزاحم والانتظار. المشي مع جموع الناس المترجلين نحو محطة "الترامواي" يفرض الإسراع في الخطى، فأي تأخير سيكلف الانتظار وقتا لحجز التذكرة، وجميع المصطافين يهدفون إلى نيل فرصتهم بمقعد في "الترامواي"، وهو مطمح صعب في هذه الحالة، حيث الزحام والاكتظاظ يغلب على المنظر العام ل"الكورنيش". ولأن البعض يقطن في أحياء بعيدة مثل "سيدي مومن" و"التشارك"، لهذا لم يكونوا لينسحبوا ويفوتوا فرصة العودة، رغم الاكتظاظ الحاصل بفعل شدة الزحام وارتفاع الطلب على جميع المواصلات.