يتزايد عدد الركاب أمام المحطات، وبمجرد مرور حافلة أو سيارة يبدأ الناس بالتدافع لنيل فرصة مغادرة المحطة وتجنب حرارة الشمس، التي زادت من إرهاق الجميع. مزيج من طنين السيارات وصوت حاد منبعث من محركات العربات، يكتسح فضاءات الشوارع خاصة الرئيسية منها، قبل أن تصدر بعض الحافلات حشرجة تدعو الركاب للصعود، لتبتعد عن منطقة الوقوف نحو باقي الاتجاهات. مشهد الطرقات والشوارع المكتظة بوسائل النقل يزيد من توتر المواطنين، الذين تمتلئ بهم الحافلات وسيارات الأجرة، إلى حد يمكن وصفه ب"الخانق"، غير أن الحاجة إلى الوصول قبل ساعات من موعد الإفطار لم تترك للكثيرين خيارا، غير تحمل عبء التزاحم والتدافع، وتوقف الحافلات كل مرة في محطة، لتزداد حدة الاكتظاظ. بالمحطة الأولى لانطلاق الحافلات، يبذل السائقون جهودهم لمد الركاب بالتذاكر على عجل، بينما يتدافع هؤلاء نحو السائقين دون انتظام للتسابق نحو المقاعد، لأن استلام التذكرة شرط أولي قبل الجلوس. في مكان من الشارع، كان الزحام بلغ ذروته لتشل حركة المرور لحظات يتزامن معها إصدار أصوات المنبهات المزعجة، كما لو أنها ستنهي الزحام. أما حرارة الشمس فتنعكس على قسمات وجوه السائقين وهم يعبرون عن تذمرهم من توقف الحركة، لأسباب كثيرا ما تعود إلى "عدم التنظيم" ومع ذلك فالجميع تعود على تبديد بعض من وقته في الضجر دون أن يبدي تفهما.