تبدأ متعة بعض الوافدين على "كورنيش" عين الذئاب في الدارالبيضاء، بالانزواء على الممر الإسمنتي، الذي يفصل بين الشاطئ والشارع الممتد بموازاته، ومتابعة عن بعد، تقلبات الأمواج وانكسارها على جنبات الصخر، في حين يروق لآخرين الانغماس في عذوبة مياه متدفقة دون توقف. حشود كبيرة من البيضاويين حجت إلى الشاطئ (خاص) أما البعض الآخر فيطيب له الترجل في الرمال أو الجلوس على الصخر، بعد تراجع المياه حتى يستمد من زيارة "عين الذئاب" تفاعله الإنساني مع عناصر الطبيعة. وبالسير من المسجد في اتجاه الضريح، يتضح أن عدد الزوار يتناقص بحكم أن بعضا من جوانب الشريط الإسمنتي الممتد لا يشجع على المكوث فيه، ليظهر من جديد ذلك الحشد الهائل للزوار على منطقة "عين الذئاب" في مرافقه ومطاعمه ومقاهيه التي تنشط حركتها الاقتصادية والتجارية بشكل كبير في فصل الصيف. عند الوصول إلى موقع المقاهي والمطاعم، ينكشف ذلك الجموع الهائل للوافدين، الذين يزداد عددهم باضطراد بحثا عن الراحة، خاصة بعدما تعذر على العديد النزول إلى المنطقة، خلال شهر رمضان، ليحاولوا الآن استدراك ما فاتهم من فرص المتعة والاستجمام. أمام الحشد الكبير الذي قلص من مساحة شاطئ "عين الذئاب"، بعدما انغرست فيه الكثير من المظلات الشمسية الخاصة بأصحابها والمكتراة أيضا، أصبح تحديق المصطافين في مياه البحر غير ممكن بشكل أوسع، حيث صفوف الوافدين تمتد في كل الاتجاهات ليزداد الإقبال على الشاطئ كل لحظة، إيمانا بأن اللحظات الجميلة غير قابلة لتداركها، ومن ثمة حري باغتنام الفرص المتاحة، خاصة إن كان لفصل الصيف طقوسه، التي تتكامل خصوصياته بتجمع الأهالي والأصدقاء. كما بدا أن رجال الوقاية المدنية يلفون جيئة وذهابا، للحراسة والحفاظ على سلامة المصطافين، وبالتحديق في انتشار الوافدين على رقعة شاطئ "عين الذئاب" يظهر أن الجميع مدعو إلى الاصطياف في هذه الفترة بالتحديد، مادام شهر رمضان حال دون ذلك للكثيرين. كانت الأجواء في الشاطئ توحي بأن العديد من البيضاويين متعطشون لأجواء البحر، لتكون منطقة عين الذئاب وجهتهم، بصرف النظر عن الإقبال الكثيف الذي قد يضيق الخناق على بعضهم. غير أن احتواء المنطقة على مرافق متنوعة مع توفر المواصلات، خاصة انطلاق "الطرامواي" هذه السنة، أسعفت الكثير في خوض غمار استجمام في جو يطبعه التعايش بين المواطنين المتوافدين من مختلف أحياء الدارالبيضاء، مادامت الغاية واحدة وهي تصريف الشعور بالملل من حياتهم اليومية، واغتنام موسم الصيف بكل خصائصه.