مشهد الشاطئ بمنطقة عين الذئاب في الدارالبيضاء، المعروف لدى عموم الناس ب"مادام شوال"، المتسم بالترتيب والنظافة، يقترح على الزائر الخوض في استجمام يبدد توتر الروتين اليومي فأمام المساحات الشاغرة من المظلات الشمسية يتاح للكثيرين التنقل على بساط الرمال النظيفة، فيما آخرون يتخذون من الرمال المشبعة بأمواج البحر أرضية للعب كرة القدم وكرة المضرب على نحو يعكس الانسجام الواضح مع رذاذ الأمواج المتتالية. ينزل المصطافون بعد اجتياز بوابة الشاطئ حيث حراس السيارات، عبر ممرات خشبية تتفرع في جهات الشاطئ، وبهذه التهيئة يجد الزائر نفسه مدعوا لاتباع الممر الذي يقود إلى رقعة تلائمه بالشاطئ، مظلات شمسية منتصبة للكراء تباعد بينها خطوات، وتفسح المجال للاستجمام بمنأى عن التزاحم، وبنوع من الاتزان يحرص كل مصطاف على راحته دون تشويش لراحة الآخرين، إنها الصورة التي تمثلت ل"المغربية" في جولة للشاطئ الذي بدا أكثر تميزا من جهة أخرى على الشريط الساحلي لعين الذئاب. لقد نصبت في مدخل الشاطئ لافتة معلقة تدعو إلى الحفاظ على نظافة البيئة وفي هذه الإشارة الصريحة إلى جانب منظر الشاطئ المهيأ بالمرافق يلتزم الزائر بالانخراط الإيجابي مع أجواء الاصطياف والاستجمام بتحفظ واضح في سلوكاته، مثلما لاحظت "المغربية" عند تفقدها طبيعة الشاطئ، الذي بدا مختلفا ومشجعا على الارتياد. في نقطة بقلب شاطئ "مادام شوال" يرتكن منقذو السباحة في كراسي مرتفعة عن السطح، متفقدين تحركات المصطافين المنغمسين في البحر، ومشددين في كل تقدم نحو العمق على إطلاق صفارات الإنذار للتراجع نحو اليابسة. جهد واضح بشاطئ "مادام شوال" لتحسين ظروف الاصطياف، بعدما قسمت مساحاته بين مقاه ومطاعم في مقدمته ومخفر للشرطة ومساحات للمظلات الشمسية ساعد عدم الاكتظاظ فيه على أن تبدو أكثر تنظيما من غيرها بباقي الامتداد الساحلي لمنطقة عين الذئاب. فتدفق المصطافين على الشاطئ، حين زارته "المغربية"، لم يبلغ حد التزاحم الذي ينغص عليهم متعة الاستجمام، وبهذا كان الجميع حسب ما بدا متفاعلين مع أجواء صيفية تحفز على تكرار الزيارة بقابلية مطمئنة، خاصة أن بعض الشواطئ بمدينة الدارالبيضاء تتحول إلى فضاء مزدحم وصاخب بشكل خانق لا يبعث على الارتياح، ليكون هذا الشاطئ الجديد، "فريدا" في سياق ضعف الفرص على إيجاد بقع شاطئية تخلو من الكثافة البشرية خلال فصل الصيف، وإن كان على الزائر تحين الوقت المبكر لارتياد "مادام شوال" وانتقاء موقع يناسبه لزرع مظلته الشمسية والبدء في تفاصيل يوم استجمامي، لا شك سيخلصه من بعض العبء والضجر.