أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم بمقر عمالة الإقليم، أن تخليد هذه الذكرى يعد مناسبة لاستحضار أمجاد وروائع الكفاح الوطني، بالنظر إلى ما قدمه المناضلون والمقاومون وأعضاء جيش التحرير من تضحيات مخلدين بذلك صفحات مشرقة في تاريخ المغرب المجيد. وأوضح أن هذه الصفحات تشكل حمولة ثقيلة من القيم والمعاني والمثل العليا والسلوك القويم ومكارم الأخلاق ما أحوج أجيال اليوم والناشئة إلى استلهامها والتزود بها والاغتراف من ينابيعها لتتقوى فيها الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني. وأضاف أن إحياء هذه الذكرى هو واجب إزاء الذين نذروا أنفسهم وذويهم وضحوا بأعز ما لديهم من أجل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، "أولئك الشهداء الذين نقف إجلالا لهم وإكبارا لمناقبهم وأعمالهم الجليلة وتضحياتهم الجسام". وذكر الكثيري بأن أبناء إقليمسيدي إفني وكافة قبائل آيت باعمران المشهود لهم بالشجاعة والغيرة الوطنية قدموا الأمثلة الرائعة على روحهم النضالية في مواجهة الوجود الاستعماري ومناهضة مخططات التقسيم التي كان دائما المستعمر يسعى إلى خلقها مستحضرا بهذه المناسبة المحطات التاريخية والمواقف البطولية التي سجلها أبناء هذه المنطقة، وكذا البلاء الحسن الذي أبلوه في كل المعارك التي واجهوا فيها قوات الاستعمارين الإسباني والفرنسي، والتي توجت باسترجاع مدينة سيدي إفني يوم 30 يونيو 1969. وأبرزت باقي الكلمات الدلالات العميقة لهذا الحدث التاريخي ومكانته الوازنة في سجل الكفاح الوطني من أجل الحرية وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة مستحضرة الأعمال البطولية لسكان سيدي إفني وقبائل آيت باعمران وتضحياتها بهذه الربوع دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وتوج هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليمسيدي إفني صالح داحا وأسرة المقاومة والمنتخبون، بتكريم 14 من قدماء المقاومين أعضاء جيش التحرير عرفانا بما قدموه للقضية الوطنية من خدمات ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها، وتوزيع مساعدات اجتماعية وإعانات مالية على أعضاء أسرة المقاومة بالمنطقة بلغت قيمتها الإجمالية 110 آلاف درهم. وتم بهذه المناسبة، تدشين الشطر الثاني للفضاء الاجتماعي والثقافي والمتحفي لأسرة المقاومة وجيش التحرير لإقليمسيدي إفني، الذي خصصت لعملية توسيعه وتأهيله اعتمادات بقيمة 700 ألف درهم.