نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اليوم السبت بمدينة كلميم مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى ال58 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب التي تشكل محطة بارزة في سجل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل تحقيق الحرية والاستقلال. وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة ، أن تخليد هذه الذكرى الغالية هو واجب ومسؤولية علينا جميعا للوفاء والبرور بالشهداء والاشادة بكل المناضلين والمقاومين والوحدويين الوطنيين الذين ضحوا من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية . وأضاف أن هذه المناسبة التي تأتي تتويجا لعدد من الذكريات التي تم تخليدها عبر التراب الوطني تشكل محطة مباركة للتواصل من أجل استحضار الدروس والعبر واستلهام القيم والمعاني والمثل العليا ومكارم الاخلاق التي حملها الرعيل الاول وكل الاجيال التي ناضلت وأعطت المثال والقدوة الحسنة في الاعتزاز بالوطن والدفاع عن مقدساته وثوابته. وأوضح أن القيم الدينية والوطنية والاخلاقية والانسانية التي عرف بها الانسان المغربي عبر التاريخ يتعين صيانتها والحفاظ عليها وترسيخها لفائدة الاجيال المتعاقبة لتقوية الروح الوطنية. و سجل أن هذه الذكرى تؤرج لحدث تاريخي كبير عرفته هذه الربوع من المملكة من الواجب التذكير والتعريف به لدى الناشئة من أجل الاعتزاز والافتخار به مستحضرا بهذه المناسبة الملاحم والمعارك البطولية التي خاضها أبناء هذه الربوع وباقي أبناء الشعب المغربي الذين كانوا مسلحين بالايمان والاعتزاز بالانتماء للوطن والولاء لمقدساته وثوابته في مواجهة أشد قوة استعمارية داعيا في هذا السياق الى مواصلة التعبئة والتحلي باليقظة من أجل تعزيز المكاسب الوطنية والتصدي لمؤامرات خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وتطرق الكثيري بهذه المناسبة الى المكاسب التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير لتحسين أوضاعها المادية والاجتماعية والصحية والعناية بأبنائها من خلال دعم المشاريع الصغرى والمتوسطة في اطار التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي. وتوج هذا الحفل بتوزيع إعانات ومساعدات مالية على قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي الحقوق استفاد منها 109 منتميا ومنتمية، وتكريم 19 آخرين منهم وذلك "اعترافا بأعمالهم الجليلة وتضحياتهم الجسام".