أضاف "أمر الاعتقال الصادر من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب أمر أنظر إليه بمنتهى الجدية." من جهتها، قالت وزارة العدل في جنوب أفريقيا إن الدولة ستعترض اليوم الاثنين على طلب قضائي يجبر الحكومة على اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب اعتقاله بناء على طلب من المحكمة الجنائية الدولية. وقال مثونزي مهاجا، المتحدث باسم وزارة العدل لقناة تلفزيونية محلية "سندافع باستماتة عن رفض التنفيذ. من جهته، أعلن أحد اعضاء الوفد السوداني المشارك في قمة الاتحاد الافريقي في جنوب افريقيا اليوم الاثنين لوكالة فرانس برس ان الرئيس عمر البشير سيغادر في وقت لاحق كما هو مقرر. وتابع المصدر الذي تم الاتصال به هاتفيا من الخرطوم ان "البشير لا يزال في جوهانسبرغ وسيغادرها اليوم"، وذلك غداة قرار من القضاء الجنوب افريقي بمنعه من مغادرة البلاد بناء على طلب من المحكمة الجنائية الدولية. وفي وقت سابق، أكد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما التزام بلاده القاطع بحماية ضيفها، الرئيس السوداني عمر البشير، وكافة ضيوف القمة ال25 للاتحاد الأفريقي، وقال زوما "اسمعوها مني البشير ضيفنا، سيبقى مكرمًا وينفذ برنامجه ويغادر متى شاء". وأكد زوما في تصريحات صحفية بمقر القمة بجوهانسبيرغ، وفقًا لما نقلت عنه شبكة "الشروق السودانية"، ترحيب بلاده بمشاركة الرئيس البشير، في أعمال القمة المنعقدة في بلاده حاليًا. وقال زوما "إن جنوب أفريقيا تفتخر بمشاركة البشير كضيف عزيز ومحل حفاوة وترحيب رسمي وشعبي". واهتمت الصحف البريطانية الصادرة صباح أمس الاثنين بأصداء خبر إصدار محكمة في جنوب أفريقيا قرارًا بمنع سفر الرئيس السوداني عمر البشير من أراضيها، حتى تنظر بطلب اعتقاله وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكرست صحيفة الغارديان مقالها الافتتاحي لمناقشة أصداء القرار، قائلة إن هذه الخطوة المفاجئة لاعتقال الرئيس السوداني في جنوب أفريقيا تمثل اختبارًا للمحكمة الجنائية الدولية لا يمكن أن تحتمل خسرانه. وتشير الصحيفة إلى أن قرار المحكمة جاء بناء على دعوى رفعتها إحدى المنظمات غير الحكومية في جنوب أفريقيا، بعد طلب المحكمة الجنائية الدولية من حكومة جنوب أفريقيا باعتقال الرئيس السوداني الذي يحضر مع 50 زعيمًا أفريقيًا آخر قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في جوهانسبرغ. وتعرج افتتاحية الصحيفة على رفض الحكومة السودانية لهذا القرار القضائي، واصدارها بيانًا يؤكد على استمرار مشاركة البشير في القمة قبل عودته لاحقًا إلى بلاده. وعلى العكس من ذلك، ترى صحيفة الاندبندنت في مقالها الافتتاحي أن فرص محاكمة البشير في المحكمة الجنائية الدولية ما تزال بعيدة. وتقول الصحيفة إن نجاحات المحكمة الجنائية الدولية في جلب مجرمي الحروب والإبادة البشرية إلى العدالة كانت قليلة خلال عمرها القصير منذ عام 2002 حتى يومنا هذا. وترى الصحيفة أنها لا تشبه محاكم جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا ورواندا، التي شكلتها الأممالمتحدة أو بعض المحاكمات المحلية التي دُعمت دوليًا كمحاكمة قادة الخمير الحمر عن الجرائم المرتكبة في كمبوديا، فقد ظلت المحكمة الجنائية الدولية غير فاعلة، وإن كان جزء قليل من المسؤولية في مثل هذا الخطأ يقع على عاتقها، بحسب تعبير الصحيفة. وتقارن الصحيفة مع ما جرى في حالة الرئيس التشيلي الراحل الجنرال بينوشيه، الذي ألقي القبض عليه واعتقل ثم أطلق سراحه في بريطانيا للفترة بين 1998 إلى 2000. لتخلص إلى أن واقعية السياسة عادة ما تنتصر على العدالة الدولية حتى لو كان ذلك في دولة تعتبر نفسها، موطن الماغنا كارتا، رائدة حقوق الإنسان.