أفاد موفد فرانس24 إلى جنوب إفريقيا بمغادرة الرئيس السوداني عمر البشير البلاد رغم منعه من السفر في انتظار أن تبت محكمة في بريتوريا اليوم في قضيته بعد أن طلبت المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله. أقلعت طائرة الرئيس السوداني عمر البشير الاثنين من جنوب أفريقيا رغم قرار قضائي بمنعه من المغادرة بانتظار أن تبت محكمة بريتوريا اليوم في طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة. وأكد وزير الدولة السوداني للإعلام مغادرة البشير جوهانسبورغ ويتوقع أن تصل طائرته إلى الخرطوم مساء اليوم. لكن لم تؤكد جنوب إفريقيا من جهتها رسميا الخبر. وأكد من جهته موفد فرانس24 إلى جنوب إفريقيا ما نقله أيضا مراسلون لمحطة "اي ان سي إي" الإخبارية مشاهدتهم الطائرة أثناء إقلاعها من مطار ووتركلوف العسكري في ضواحي بريتوريا. وكان من المرتقب أن تصدر محكمة في بريتوريا قرارها الاثنين حول طلب تقدمت به المحكمة الجنائية الدولية من حكومة جنوب أفريقيا لتوقيف البشير الذي يشارك في قمة للاتحاد الإفريقي المنعقدة هناك. القمة الإفريقية 2015 وفي وقت سابق، أكد متحدث باسم وزارة العدل في جنوب أفريقيا أن بلاده ستطالب برفض طلب الجنائية الدولية اعتقال البشير. وقال مثونزي مهاجا، المتحدث باسم وزارة العدل، لقناة تلفزيونية محلية "سندافع باستماتة عن رفض التنفيذ". في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صباح الاثنين إلى احترام سلطة المحكمة الجنائية الدولية وإلى تنفيذ قرارتها. وكان أحد أعضاء الوفد السوداني المشارك في قمة الاتحاد الإفريقي أعلن أيضا في وقت سابق أن الرئيس عمر البشير سيغادر كما هو مقرر. وتابع المصدر الذي اتصلت به وكالة فرانس برس هاتفيا من الخرطوم أن "البشير ما زال في جوهانسبورغ وسيغادرها اليوم وهذا كل ما أستطيع قوله." محاولات المحكمة الجنائية الدولية مع حكومة جنوب أفريقيا ضد البشير قد باءت بالفشل وكانت محكمة بريتوريا قد دعت السلطات إلى منع البشير من المغادرة طالما لم يصدر القضاء قراره النهائي بشأن طلب الجنائية الدولية باعتقاله. فأكد قاضي المحكمة أن "الرئيس عمر البشير لن يتمكن من مغادرة جنوب أفريقيا طالما لم يصدر حكم نهائي في القضية وعلى السلطات اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنعه من ذلك". لكن البشير الذي صدرت بحقه مذكرتا توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقف في الصف الأول لالتقاط الصورة التذكارية لقادة الدول وقرب رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما الذي يستضيف هذه القمة ال25 للاتحاد الأفريقي. في المقابل، علق وزير خارجية السودان إبراهيم غندور على القضية بهدوء لأن الاتحاد الأفريقي لم يدعم أبدا الملاحقات بحق البشير. وصرح غندور إن "محاولات المحكمة الجنائية الدولية مع حكومة جنوب أفريقيا ضد البشير قد باءت بالفشل" . وشدد على أن "مشاركة الرئيس البشير في القمة طبيعية وهو تلقى دعوة من حكومة جنوب أفريقيا ولبى الدعوة لأنه لم يتعود أن يغيب من القمم الأفريقية". وأضاف غندور أن "البشير سيواصل مشاركته وسيلقي خطابه وسيكون متواجدا حتى نهاية القمة وسيغادر في الوقت المحدد". حصانة دولية لرؤساء الدول وفي الخرطوم، صرح في وقت سابق اليوم وزير الدولة للشؤون الخارجية كمال إسماعيل "يصعب علي نشر جدول السيد الرئيس البشير ولكنه سيعود متى ما أكمل الجلسة الأساسية وقد يكون هذا اليوم أو الغد"، مؤكدا أنه "إلى الآن الأمور عادية ولا خطورة على السيد الرئيس" البشير. من جهته، علق وزير خارجية زمبابوي، سيمباراشي موبنغيغوي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي قائلا "في كل دول العام، يتمتع رؤساء الدول في منصبهم بالحصانة. وعليه فإن الاتحاد الأفريقي أكد أن أي محكمة في العالم لا يمكنها سحب هذه الحصانة". لذلك كان من المستبعد أن تقوم السلطات في جنوب أفريقيا بأي إجراء من شأنه منع البشير من الرحيل ضد رغبته