برزت أولى ملامح هذا المستوى الأمني في التعامل مع الظاهرة، خلال المباراة التي جمعت، الثلاثاء الماضي، بين الرجاء البيضاوي والنادي القنيطري، بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، حيث خضعت جماهير الفريقين لتفتيش دقيق، أفضى إلى اعتقال 6 أشخاص، يرجح ضبط شهب اصطناعية بحوزتهم. وجاء هذا الإجراء بعد وفاة شخص في خريبكة، إثر إصابته بشهب اصطناعي، عقب مباراة الرجاء البيضاوي بأولمبيك خريبكة، برسم الدورة 22 من البطولة الوطنية. وقال المصدر المسؤول، ل"المغربية"، "كنا نقدم تنازلات بهدف جعل الأجواء أكثر احتفالية وجمالية، لكن، بعد أن تبين أن الفلامات كانت سببا في عدد من الحوادث، منها ما وقع في مدينة خريبكة، تقرر منع إدخالها للملعب، وكل من ضبطت بحوزته سيكون مصيره السجن". وأوضح المصدر أن هذا الإجراء سيعتمد في ما تبقى من المباريات، التي ستجري في المركب الرياضي محمد الخامس، ومنها المواجهة المرتقبة، غدا السبت، بين الوداد الرياضي والجيش الملكي، برسم الدورة 26 من الدوري المغربي للمحترفين. وأضاف "أكدنا للجماهير أن استعمال الشهب الاصطناعية متبوع مباشرة بالاعتقال"، مشيرا إلى أن "مصالح الأمن في البيضاء بدأت بمستويات متعددة لمحاربة ظاهرة الشغب، يأتي ذلك في علاقة مع الجمهور، وعبر تقديم تنازلات متبادلة". وكان بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، كشف أن مصالح الأمن أوقفت 2141 شخصا، ضمنهم 1863 قاصرا و278 راشدا، للاشتباه في تورطهم في ما مجموعه 2359 قضية زجرية سجلت في موسم رياضي واحد، بمناسبة إجراء مباريات كرة القدم. وأوضح ارميل، في افتتاح أشغال المناظرة الثانية لمكافحة العنف المرتكب أثناء أو بمناسبة التباري الرياضي، التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني، أخيرا، بالمعهد الملكي للشرطة في القنيطرة، أن هذه القضايا تتنوع بين إلحاق خسائر مادية بملك الدولة والخواص (127 قضية)، والاعتداءات الجسدية (67 قضية)، والسرقات (26 قضية)، والاعتداء على موظفين عموميين (7 قضية)، والدخول بطريقة غير مشروعة للملعب والشغب (1863 قضية). وقال إن هذا الأمر "يظهر كيف أن مباراة في كرة القدم يمكنها أن تتحول من حدث رياضي عاد إلى إشكالية أمنية تحتاج لمخطط عمل استباقي، ولتحضيرات أمنية مكثفة، واجتماعات تشاورية وتنسيقية بين مجموعة من القطاعات الحكومية والأمنية، فضلا عن تسخير لموارد مالية وبشرية مهمة، كان من الأجدر أن تخصص لمكافحة ظواهر إجرامية أخرى، أو أن تستثمر في مواجهة تهديدات أمنية أكثر تعقيدا وخطورة".