نظم هذا الحدث الاحتفالي بمبادرة من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمنظمة المغربية للإعلام الجديد، بتعاون مع ولاية الجهة والمجلس الحضري لطنجة. وأقيم احتفال خاص بفضاء حدائق المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي يحتضن متحف المقاومة بمبادرة من المندوبية، بإشراف عامل إقليم الفحص أنجرة، مع تحية العلم، إلى جانب استعراض تشكيلة من القوات المساعدة، والأمن الوطني، ومديرية الجمارك، وبمشاركة الفرقة النحاسية لكشافة المغرب، ليتم تقديم إكليل الزهور وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء، الذين استشهدوا في سبيل الوطن، والوقوف على الإبداعات الفنية التي رسمها الفنانون الكبار والبراعم تخليدا لهذه المناسبة الوطنية. وفي كلمة لمصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تخليدا لهذه الذكرى الغالية، أبرز البعد الرمزي القوي لهذا الحدث، الذي بصم على واحدة من الصفحات المجيدة من تاريخ المغرب، وعكس وحدة صف الشعب المغربي والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب. وأبرز الكثيري أهمية هذا الحدث التاريخي في نضال الشعب المغربي من أجل الحرية والوحدة الترابية للمملكة، وتثبيت الهوية المغربية وانتماء المغرب إلى العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال يشكل مناسبة للإشادة بتفاني وتضحيات أبطال حركة المقاومة الوطنية بقيادة محرر البلاد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، مضيفا أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان هذا الحدث الملحمي كانت مبادرة مدروسة ومقدامة، على اعتبار أن البعد الرمزي لمدينة طنجة، التي كانت تخضع آنذاك لنظام الحماية الدولي، شكل منطلق صدى عالمي للخطاب الخالد الذي ألقاه الملك الراحل يوم 9 أبريل سنة 1947 . وذكر الكثيري أن القوى الاستعمارية، التي كانت على بينة من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها مصالحها بسبب زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس، عمدت إلى محاولة إفشال مخطط الرحلة الملكية وزرع العراقيل، بل تعدت ذلك إلى ارتكاب مجزرة شنيعة بمدينة الدارالبيضاء يوم 7 أبريل 1947، مضيفا أن ممارسات القوى الاستعمارية لم تزد جلالة المغفور له محمد الخامس إلا إصرارا وعزما، الذي قام بزيارة مواساة إلى أسر الضحايا، قبل أن ينطلق متوجها نحو شمال المغرب، حيث خط طريق الحرية والاستقلال. كما أشرف الكثيري على حفل تكريم ثلة من المقاومين وذويهم وأعضاء جمعية تنمية طنجة، قدمت لهم تذكارات تقديرية، اعترافا بعملهم المتواصل للمحافظة على معالم المدينة التاريخية.