قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، اليوم الأربعاء بالرباط، إن ثورة الملك والشعب ثمرة الالتزام بالميثاق التاريخي بين العرش والشعب وطلائع الحركة الوطنية. وأضاف السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بمناسبة تخليد الذكرى 61 لثورة الملك والشعب، أن هذه الملحمة كانت انتصارا لقضايا الوطن ومصالحه العليا وطموحاته الرامية إلى انتزاع حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية. وأشار إلى أن هذا الحدث الوطني الكبير يتضمن من الدلالات التاريخية والأبعاد الرمزية ما يطفح به تاريخ المغرب من أمجاد وبطولات وروائع للكفاح الوطني صنعها عرش مجاهد وشعب أبي. وأبرز أن جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، جسد ملحمة النضال الوطني الذي خاضه المغرب منذ فرض الحماية عليه سنة 1912، مبرزا أن جلالته، رحمة الله عليه، برز قطبا ورمزا للحركة الوطنية وملهما لها. وأضاف أن مظاهر الالتحام بين العرش والشعب تمثلت في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، التي كانت بتنسيق بين جلالته والحركة الوطنية، وفي الزيارة الملكية إلى طنجة في أبريل 1947 التي ترمز إلى الوحدة الوطنية، والتي تميزت بخطاب ملكي تاريخي أكد على وحدة المغرب ومطالبته بالاستقلال. وأبرز، في هذا السياق، أن المواجهات مع السلطات الاستعمارية بلغت أوجها حينما أقدم المستعمر في 20 غشت 1953 على نفي رمز الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، مضيفا أن الشعب المغربي، بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس، رد على هذه الخطوة بإعلان الثورة على الاستعمار الغاشم دفاعا على ثوابت الأمة ومقدساتها. وذكر باندلاع المقاومة، واتساع رقعة العمليات الفدائية، وانطلاق عمليات جيش التحرير حينها، وهو ما توج بتحقيق نصر مبين إذ عاد الملك المجاهد إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 منصورا مظفرا. وخلص السيد الكثيري، في هذه الكلمة التي ألقيت بالنيابة عنه، أن هذه الملحمة تواصلت باستقلال أجزاء من التراب الوطني، وتحقيق الوحدة الترابية بقيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني، ومواصلة إعلاء صروح الدولة المغربية وصيانة وحدتها الترابية بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وسلطت باقي المداخلات الضوء على التلاحم بين العرش والشعب الذي توج باستقلال المغرب واسترجاعه لحريته وكرامته، مبرزين أن هذه الثورة فرضت رجوع جلالة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن. ودعوا الأجيال الحالية والقادمة إلى الاستفادة من هذه الملحمة الخالدة من أجل مواصلة صرح بناء الوطن وإعلاء مكانته بين الأمم، والتعبئة للدفاع عن مغربية الصحراء ومواجهة خصوم الوحدة الترابية. وتم خلال هذا المهرجان الخطابي تكريم مجموعة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الراحلين والأحياء، من مختلف جهات المملكة، وتوزيع إعانات مالية على المنتمين لأسرة المقاومة.