نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحسيمة من 16 إلى 22 نونبر الجاري أنشطة ثقافية بمناسبة الذكرى ال55 للأعياد الثلاثة المجيدة (عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال) التي تؤرخ لملحمة العرش والشعب الخالدة وترابطهما الوثيق خلال معركة التحرير التي تكللت برجوع بطل التحرير المغفور له محمد الخامس من المنفى السحيق إلى أرض الوطن حاملا مشعل الحرية والاستقلال وإعلان نهاية عهد الحجر والحماية. وتضمن برنامج الاحتفال بالأعياد الثلاثة، الذي نظم لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية والتربوية ونزلاء ونزيلات السجن المدني بالإقليم بشراكة مع المجلس العلمي المحلي والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية وجمعية ملتقى الأجيال لتنمية المجتمع، ندوة حول " حدث عيد الاستقلال " وعرضا "حول ملحمة الاستقلال" وعرض صور وثائقية عن مراحل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية ، وعرض شريط وثائقي عن حياة وجهاد المغفور له محمد الخامس ، فضلا عن الأبواب المفتوحة . وبهذه المناسبة، صرح النائب الإقليمي للمقاومة بالحسيمة السيد عبد الإله الشيخي، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الذكرى 55 للأعياد الثلاثة المجيدة تعتبر تأكيدا حقيقيا لأهمية وعظمة الحدث، وتكريما لقادته وأبطاله الأشاوس، ووفاء لشهدائه الأبرار الذين استرخصوا كل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وفي طليعتهم بطل الحرية والاستقلال الملك المجاهد جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى الملك الموحد جلالة المغفور له الحسن الثاني. وأبرز أن ذكرى الأيام المجيدة الثلاثة تعتبر بحق معلمة بارزة في تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والبطولات لما تجسده من انتصار لإرادة الأمة، وكذا فرصة سانحة لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث الوازن في سجل الموروث الحضاري المغربي بدلالاته العميقة وأبعاده الرمزية التي تنم عن عظمة الشعب المغربي ومدى متانة العروة الوثقى والوشائج القوية التي تجمعه بالعرش العلوي المجيد منذ قرون. وأوضح أن التحام العرش والشعب وحد إرادة قائد بأمته، وصنع المعجزات التي تواصلت باستكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية بقيادة مبدع المسيرة الخضراء وباني المغرب الحديث المغفور له الحسن الثاني مشيرا إلى أن مغرب اليوم تتوطد دعائمه ويتوالى إعلاء صروحه في ظل العهد الجديد لباعث النهضة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يحرص على صيانة الوحدة الترابية للوطن، ويقود بإيمان وعزم ملحمة الجهاد الأكبر للارتقاء بالمغرب إلى أسمى المراتب والدرجات، وإذكاء إشعاعه الحضاري، وتأهيله لمواجهة التحديات. وأشار إلى أن سجل الكفاح الوطني طافح بالمكارم والأمجاد ، وحافل بالدروس والعبر المفعمة بالقيم والمثل العليا التي يتوجب الحفاظ عليها وإذكاء جذوتها لتظل حية في الأذهان، ماثلة في الضمائر والوجدان، مغذية للناشئة والأجيال المتعاقبة، وكفيلة بتمهيد وتعزيز طريقها في مسيرات العهد الجديد بقيادة جلالته ، الذي لا يدخر جهدا في سبيل إرساء دعائم دولة المؤسسات وإنجاز المشروع المجتمعي الديمقراطي والحداثي، وتأهيل البلاد لمواجهة تحديات الألفية الثالثة وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة . وأبرز السيد الشيخي أن النيابة الإقليمية، وهي تستحضر أمجاد هذه الذكرى المجيدة الغنية بالدروس والعبر الطافحة بالقيم والمعاني، تجدد التأكيد على أن المغرب مؤمن بعدالة قضيته رغم كل المؤامرات والمناورات المستمرة لخصوم الوحدة الترابية، مؤكدا إجماع المغاربة قاطبة من طنجة إلى الكويرة على الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. كما عبر بهذه المناسبة عن إدانة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير القوية وشجبها الشديد لما تعرض له السيد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وهو ابن مقاوم وعضو جيش التحرير، من اختطاف من طرف ميليشيات البوليساريو المدعومة من طرف المخابرات الجزائرية لمجرد تعبيره عن رأيه بمساندته للمقترح المغربي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية المغربية .