نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الإثنين بقلعة السراغنة، معرضا للكتب والإصدارات الثقافية والفكرية المؤرخة لمراحل الكفاح الوطني ضد الاستعمار، وذلك بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال. ويتضمن المعرض كتبا ومنشورات ووثائق ومخطوطات تعرف برصيد المقاومة المغربية والملاحم البطولية التي سجلها التاريخ الحافل بالصفحات المشرقة من النضال والكفاح عبر كافة ربوع المملكة، وهي شهادات تؤكد مدى التلاحم والتضامن القائم بين كل مكونات هذه الأسرة سواء تعلق الأمر بالتصدي للإستعمار الفرنسي داخل ووسط البلاد أوالإسباني في شمالها وجنوبها بما في ذلك الأقاليم الصحراوية المسترجعة. ومن أبرز محتويات المعرض موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب ومذكرات من التراث المغربي وتراجم أعلام المقاومة والموقعين على وثيقة 11 يناير 1944 التاريخية للمطالبة بالاستقلال ورحلة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس إلى طنجة في أبريل 1947 ودور المقاومة المغربية في اسهامات المغرب في محاولة بناء وحدة المغرب العربي وانتفاضات قبائل وادي زم والمناطق الشرقية والأطلس المتوسط وزيان والريف وسوس والحوز وغيرها من المناطق التي شكلت الشرارة لاندلاع ثورة الملك والشعب والتي تكللت بعودة بطل التحرير الملك محمد الخامس من منفاه وإعلان إنهاء عهد الحجر والحماية. كما احتلت المقاومة الصحراوية في الأقاليم الجنوبية والساقية الحمراء ووادي الذهب، حيزا هاما من أروقة المعرض سواء قبل جلاء قوات الاحتلال أو بعده مرورا بالمعارك الفاصلة والحاسمة في عدة محطات نضالية بارزة وصولا الى انتفاضة قبائل آيت باعمران ودور المرأة الصحراوية في دعم صفوف المقاومة وجيش التحرير والتي اتسمت في كل مراحلها بارتباط أبناء هذه الأقاليم بالعرش العلوي المجيد. وبهذه المناسبة ألقيت كلمات استعرضت إجماع المغاربة قاطبة خلال كل هذه المراحل على وحدة الصف لصد كل المؤامرات والمناورات الاستعمارية التي كانت تستهدف تمزيق وحدتهم وطمس هويتهم العربية الاسلامية. وتم التأكيد أن تخليد ذكرى عيد الاستقلال يشكل اليوم فرصة لاستحضار هذه السجلات والمواقف والبطولات التي ينبغي أن تظل مصدر فخر واعتزاز للأجيال الصاعدة.