نظمت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث بابن امسيك المهرجان العاشر للمقاومة تحت شعار »وفاء لشهداء الاستقلال«. حضر المهرجان عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك بالنيابة والمندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والكاتب العام لمؤسسة الزرقطوني للثقافة والأبحاث وعدد من أعضاء المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأعضاء المجلس الإقليمي وأعضاء اللجن المحلية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعدد من ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمقاومين والمقاومات بالمنطقة. تميز المهرجان بكلمة الدكتور مصطفى لكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير والاستقلال ومبادرة كريمة تندرج في سياق المساعي الحثيثة والجهود المتواصلة لصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية وإشاعة المبادئ وقيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية معتبرا المحفل الثقافي الناطق بالشهادات القيمة والإبداعات الوازنة والمتميزة والعروض الفنية يمثلون مظهرا من مظاهر الاعتزاز بأمجادنا التاريخية وفضاء لتنوير أدهان الأجيال الجديدة الناشئة والمتعاقبة لتذكيرهم بفصول ومعاني الملامح البطولية التي خاض غمارها أبناء هذا الوطن البررة. وأشار أن المهرجان يعكس تقديرا وعرفانا بجليل الأعمال التي كتبها بمداد الفخر والاعتزاز الماهدون في العمل الوطني والمقاومون وأعضاء جيش التحرير وهو لقاء يؤكد الحرص على التفاعل مع مكونات المجتمع المدني والقوى الجمعوية والنخب الحية لتكريم رموز الكفاح الوطني والتواصل مع أجيال الحاضر والمستقبل وتنوير أدهانها بمعانيه ومضامينه الذاكرة الوطنية. ثم عرج على ملحمة ثورة الملك والشعب وقال: لقد اندلعت ملحمة ثورة الملك والشعب بعزيمة لا تلين وبالتحام متين بين القمة والقاعدة لمواجهة مؤامرة المستعمر التي حاول بكل المناورات والمخططات فرض هيمنته وتسلطه فأقدم يوم 20 غشت 1953 على فعلته النكراء بنفي بطل التحرير وأب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة معتقدا ومتوهما أنه بذلك سيحد من جذوة الكفاح الوطني ويحكم سيطرته ونفوذه لكن الشعب المغربي وشبابه المتعلق بالمقدسات والثوابت أعلنها ثورة عارمة مضحيا بالنفس والنفسي من أجل عودة الشرعية والمشروعية وانطلقت المظاهرات الشعبية والانتفاضة العارمة وأعمال المقاومة الفدائية لتزعزع أركان الوجود الاستعماري الذي كان جاثما على مدينة الدارالبيضاء المناضلة مهد المقاومة والتحرير كانت تنتصب كقلعة شامخة في النضال حيث تكونت أولى خلايا المقاومة المنظمة لتنتشر في باقي أنحاء المغرب بفضل إقدام شباب متحمس لإعلاء راية الوطن. ثم تحدث عن البطل محمد الزرقطوني وكيف ضحى بروحه من أجل الوطن وأعطى بذلك المثال على روح الوطنية الصادقة إلى حد الاستشهاد وقد أبى الملك المحرر جلالة المغفور له محمد الخامس أن يجعل من يوم 18 يونيو 1954 يوما للمقاومة للتذكير والاعتزاز بتضحيات كل الشهداء وقال رحمه الله لقد كنا في منفانا نتلهف شوقا إلى أخبار المقاومة والأبطال، وكان يقيننا راسخا بأن تلك المقاومة وقد كنا أول من حمل مشعلها ستظل تشتعل يوما بعد يوم حتى تستأصل جذور الباطل وها نحن نستظل بدوحة الحرية التي غرسها وسقاها فدائيون بزكية دمائهم. وقال نخلد هذه الذكرى المجيدة ونحتفل اليوم ببطل من أبطالنا ونتوخى من قيامها موعظة لتشبع بها الأجيال في مسيراتها الرائدة في ظل عهد جديد لباعث النهضة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. واختتم المهران بالاستمتاع إلى فصول من مسرحية العرش الخالد لجمعية البصمة الثقافية للتنمية الاجتماعية شخصها تلامذة نيابة بن مسيك والتي تحكي أطوار كفاح الشعب المغربي من أجل الاستقلال ومعركة البناء واستكمال الوحدة الترابية. وبالمناسبة قام الوفد المرافق للمندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بزيارة معرض مؤسسة محمد الزرقطوني المتكون من صور عدد من الشهداء والمقاومين بالإضافة إلى عدد من الكتب والمؤلفات في مجال المقاومة.